كلام مخيف جداً عن الموت ودخول القبر
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون
اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله عز وجل وخير محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه كل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
عباد الله ذكر الموت يرزق القلوب ويدمع العيون وينسي الهموم ويذكر الدار الاخره بارك الله فيكم ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات في زمان الف الناس فيه حطام الدنيا وتماوتوا على زينتها انه ما ذكر في واسع الا ضيقهم ولا في كثير الا قلله ثم يقطع عن الحرص والامل وما ذكر في قليل الا كثره ثم يبعث على الصبر والعمل وما ادمن عبد ذكرا الموت الا احيا مرات نفسه والان قسوه قلبه واعانه ذلك على ترك كسره وذنبه والكيس في الناس من دان نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت ولم يتمنى على الله باطلا الامان وكفى بالموت للقلوب الحيه واعظه كان عمر رضي الله عنه اذا ذكر الموت يتجف ويبكي وربما ذكر ابياتا ورقه ابن نوفل لما ان كان يقولوا لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويودى المال والولد لم تغني عن رموز يوما خزائمه والخلد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان اذ تجري الرياح له والانس والجن تجري بينها البرد اين الملوك اين الملوك التي كانت لعزتها من كل اوب اليها وافد يفد حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوما كما وردوا صدق ورقه اين الملوك اين الملوك ذو التيجان من يمن واين منهم اكاليل وتجال اينما شاده شداد في ارم واينما ساسه في الفرس ساسان اينما حازه قارون من ذهب واين عاد وشداد وقحطان اتى على الكل موت لا مرد له حتى قضوا فكان القوم ما كانوا يا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم لا تغرنكم الحياه الدنيا فما متاع الحياه الدنيا في الاخره الا قليل ولقدر ظفر احدكم في الجنه خير له من الدنيا وما فيها يمموا الحياه الطيبه فما للهو خلقتم ان السعاده في القناعه وان السكينه في ذل عباده والطاعه وقد خاب وخسر من لم يجعل الله في قلبه ذكرا الموت وويل للقاسيه قلوبهم من ذكر الله ان المداومه على ذكر الموت وصيه احرص الناس علينا وارافهم بنا وارحمهم بحالنا انها وصيه محمد صلى الله عليه واله وسلم وهذه الدنيا غراره خداعه فيها الفتن والصوارق وهي حلوه خضره من اخذ بحقها نجا يوم القيامه ومن تخوض فيها فيما اشتهت نفسه من العراق لم يكن له يوم القيامه عند الله الا النار واذا احب الله عبدا من لكه من الدنيا زاد راكب وقنعه بذلك افلح من هدي الى الاسلام ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه عبد الله بن عمر يقف رضي الله عنه في المسجد كما روى ابن ماجه في سننه ويقول يا رسول الله من اكيس الناس اي الناس اكيس واكرم فيقول صلى الله عليه وسلم اكيس الناس اكثرهم للموت ذكرا واشدهم له استعدادا اولئك الاكياس ذهبوا ذهبوا بشرف الدنيا وكرامه الاخره ويمثل النبي صلى الله عليه وسلم مثالا عجيبا رواه عنه البزار في مسنده من حديث ابي هريره قال قال صلى الله عليه وسلم مثل ابن ادم والموت كرجل له ثلاثه اصحاب قال احدهم انا معك انا معك ما حييت خذ مني ما شئت ودع مني ما شئت وقال الاخر اكم كنت حيا فاذا مت تركتك جزاك الله خير انا معك ما كنت حيا فاذا مت تركتك وقال انا معك في حياتك وبعد مماتك اما الاول فماله واما الثاني فاهله واما الثالث فعمل حقا يا اخواني ان القبر صندوق العمل من احب دنياه اضر باخراه ومن احب اخرى اضر بدنياه فاثر الذي يبقى على الذي يفنى يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فاكنيت او لبست فامليت او انفقت ان العبد اذا استحيا من الله كما جاء في الحديث الصحيح ذكر الموت والبلا وزهد في زينه الحياه الدنيا حتى اذا ما اصبح لا ينتظر المساء وان امسى لا ينتظر الصباح يعض نفسه في اصحاب القبور في اي لحظه يموت يخاف موت الفجاه وينتظر لقاء الله ويمشي النبي صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي مع البراء ابن عازب فيرى جماعه قد اجتمعوا على ما يجتمع هؤلاء قال حذيفه يا رسول الله على قبر يحفرونه فتغير صلى الله عليه وسلم وجعل ينقض رافعا لثوبه حتى وصل عند القوم وجت على ركبتيه واطال النظر في سواد القبر يبكي حتى بلت ترى وقال صلى الله عليه وسلم اي اخواني لمثل هذا فاعدوا لمثل هذا فاعدوا اكثروا ذكر الموت ويمر صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطين حائطا له يصلحها ومعه الامه فيقول صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا ارى الامر الا اعجل من ذلك يا ارى الامره الا اعجل من ذلك قال ابو هريره وكنا يوما مع النبي صلى الله عليه وسلم فامسك بحصتين والقى بهما القى بحصتين متقاربتين ثم اشار الى الاولى وقال هذا الامل واشار الى الثاني وقال هذا الاجل الامل والاجل الجنه اقرب لاحدنا من شراكنا والنار مثل ذلك والموت يهدف في العبد واذا استعد العبد حقا للقاء ربه فان الموت يكون حبيبا لقلبه والموت تحفه المؤمن لا خوف ولا خشيه على العبد اذا استقام ان كثار العبد من ذكر الموت وسيله والغايه تحقيق مخافه الله سبحانه وتعالى في القلوب فاذا حصلت عند ورود الموت تكون عبدا ممن رحمهم الله عز وجل برحمته عبد المرحوما لا عجبا لما حضرت الوفاه لحذيفه ابن اليمان جعل يقول شد يا موت شدت اخنق خنقك ابى قلبي الا حبك قد كنت اخافك وانا اليوم ارجوك يا رب قد كنت اخافك وانا اليوم ارجوك ولما حضرت الوفاه ابد درداء قال لامراته والله ما كنت اخشى هذه اللحظه والله مازلت احب الموتى اشتياقا للقاء ربي ما اجمل ما رواه ابوه نعيم في كتاب الحليه ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عبدي عن ابن عبد رب العزه لقي مكحولا الشاميه يوما فقال له يا مكحول اتحب الله طالما قال فاحب الموت اذا انك لن تلقى الله حتى تموت اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروا الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين يا ذاكر الموت ان للخير مفاتيح فكن منها واثبت عليها وان للشر مفاتيح ايضا فاعتزلها واهلها الخير عاده والشر لجاته والذنب على الذنب موت القلب فكن في الشرور مامونه وفي الخيرات ماموله سعيد بن المسيب سيد التابعين لقيه رجل يوما فقال له يا امام انني لا اعمل الخير انا لا اعمل الخير وان عملته لا افرح به واعمل الشر ولا اساء بهم فتعود سعيد اعوذ بالله ثم قال له الان تكامل موت قلبك المؤمن من سرته حسناته وساءته سيئه واذا ادمن العبد ذكر الموت حسنه اخلاقك ولانا الطباع فينفر الى هدي الانبياء والى زي الاتقياء والله ما اعطي عبد بعد الاسلام خيرا من الخلق الحسن كم من عبد عزيز اذله خرطه وكم من عبد ذليل رفعه خلقه عباد الله المؤمن هين لين كالجمل الانف اذا قيدا قال واذا انيخ على صخره استناخ لما وصف عبد الله بن عباس الوليد بن عتبه تعرفون ماذا قال ما اجمل حسن قال عبد الله بن عباس بن الوليد بن عتبه كان اذا كلمنا كلامه احلى من الجنه واذا نظر الينا فبعين هي ارق من الماء ما ترك فينا عانيا الا فكه ولا غريبا الا ادى عنه عثر خادمه ابو بشر يوما بوساده وهو يحمل طعاما فاوقع استطعت المليئه بالطعام على وجهه ولحيته وسطه بحضور الناس فعما السقوط المكان ومثل الغلام يرتجب من الخوف فنظر اليه الوليد بن عتبه ما اجمله حسن الخلق وقال له يا ابا بشر ما ارانا الا وروعناك بارك الله فيك انت واولادك احرار لوجه الله وخذ ضيعتي في الارض الفلانيه هي لك سب رجل على الحسن بن علي رجل من ال بيت النبي الحسن بن علي وماذا يصدر من اخلاقها بيت النبوه سب عليه واقضع واكثر وهو ينظر اليه فلما سكت الرجل قال له الحسن بن علي اني لا اراك الا غريبا طلبنا قال انت لا تعرفني قال لا قال تعالى عندنا بيت واسع ومعونه ومال زائد ولعلنا نوفدك بشيء من الطعام ونعطيك ما تتهنى به فجعل الرجل يرتجف حتى قعد قال والله ما اقعدني الا حسن خلقك والله ما اعرف احد على وجه الارض الان هو احمي من الحلم اعون للناس من كل من كل الرجال نعم والرفق اعوم للعبد من المال والله ما ورثك حسن المقام الا حسن المال ولن تبلغ الخوف من الله وكرائم الاخ لاق كنا مدمنا لذكر الموت والبعث والحساب والوقوف بين يدي الله ساعه اذن لا يحوجك غضبك ان تخرج عن الحق ولا يدخلك الرضا في الباطل كما قال عمر بن الخطاب ذكر الموت يمنعني من كل ما اريد ومن اتق الله لم يشفى له غيب ولولا يوم القيامه لكان منا غير ما ترون انها يا عباد الله اخلاق قوم ذكروا الموت والحساب صاروا كالشخد بالراحه احلامهم واخلاقهم منهما اكرموا يا ايها العبد المريض يا من لازمه المهمه واتعبه وجعه وطال للاطباء طلبه تذكر الموت تذكر ان بعد هذه الدار دارا يعظم فيها جزاء الصابرين يوم ان يجيء اهل العافيه من اهل الدنيا فيتمنى احدهم لو قرضت جنوده بالمقاريض في الدنيا لقاء لا يرى من جزاء الله عز وجل للمحتسبين يا من اصيبوا بالكروب والمخاوف يا من هجرتهم الحروب من ديارهم وقطعت البلايا امالهم واحلامهم يا من فرقت الشدائد بينه وبين احبابه وعياله يا من فقد عزيزا او غاليا يا من خسر مالا بعد الغنى يا من خذله اخوانه يا من تغير عليه جيرانه يا من ضاقت عليه الدنيا باي سبب تذكر الموت انه ما ذكر في قليل الا كثره ولا في كثير الا قلده والله انه لا يكفر القليل ويهن ويهون الخطبه الجليل وكذلك انتم يا اهل العافيه والمال والثراء والدور والقصور والرخاء تذكروا الموت ان الموت ما ذكر في كثير الا قلله كي لا تكونوا ممن نسي الله فنسيهم الله اولئك هم الفاسقون اذا كوثر المال والرخاء كثر الحساب يوم القيامه ويطيب لي ان اختم خطبتي الثانيه بان اقول ان الكلام عن ذكر الموت يتصل بحجب العبد عن الذنوب والمعاصي وقد احسن والله من طالب من الاوقاف بان تكون خطبه الجمعه عن التحذير من الذنوب والاثام ولو ان معاذ الناس وخطباء الجمعه دندنوا حول هذا الامر بين حين واخر من صلح حالك كثير من الناس ان الحديث عن ترك الذنوب والمعاصي حديث للامه عن توقيرها لربها وتعظيمها لجنابي وتعظيمها لشرعي وحدوده والتحكم الى كتابه الحديث عن ترك الذنوب والمعاصي حديث عن نهضتنا عن بعث الكرامه فينا عن توبه افرادنا وجماعاتنا حكومتنا وشعبنا يتحدث الناس اليوم عن مهرجان جرش وما مهرجان جرش مجمع غناء وطرب محفل لهو وعرين واختلاط ماجن وتبرج وسعير شهوات واستخدام اعيان المغنين والمغنيات والمطربين والمطربات الهابطين والهابطات اي فائده تجليه امتنا من هذه المجامع الحوليه صدق مالكم وانس لا يفعل ذلك عندنا الا الكسار امتنا في فقرها تندب هوانها تترنح في مخاوف السياسه والاقتصاد والامن تعيش زمان الترهل بالاداره الاجتماعيه المخاوف بالعصبيات القبليه بالمستقبل المظلم الموهوب اي شيء سنستفيد من هذه المجامع مجامع الطرب الحوليه حينما يقول المصلحون لا لهذه المجامع اوقفوها لا يريدون بذلك انها تزامن ماسي ونكبات اخواننا السوريين في البلاد وعلى الحدود وغيرهم من المسلمين ولا لانهم يحبنا خالف تعرف ولا لانهم يعلمون مع كل نغمه اعلاميه في ساعتها ولا لانهم يريدون صرف المخصصات الماليه في موارد هي اعظم استحقاقا في الدوله لا قبل ذلك كله وبعد ذلك كله لانها مغضبه لله لانه حرام يا عباد الله الحرام الذي اذا رفعنا فيه ولم ننكره اعتدنا عليه الذي به ظهر الفساد في البر والبحر بما اكتسبناه منه لان هذه المجامع مجامع الفساق حرام علينا شهودها وتاييدها اليس من العجيب اننا نسخر من اسباب التغيير والنصر والا فما بالوا شباب ماجن مع المتبرجات يسهرون لانصاف الليالي يقطعون الطرقات على العود والطنبور ونغمه تشادل يطالبون برفع البلاء وتغيير قوانين الغلاء ابي مثل هذا يغير الله الاحوال ان الحديث عن المنكرات وعن المعاصي حديث عن مؤسسات الربا قسمتم ظهور الامه يا مرابين اثقلتم ظهور العباد والبلاد حديث عن المتبرجه التي نهرت العفاف على باب بيتها وهي خارجه عليك يسر شباب الامه ورجالها ستفاجا المتبرجه يوم القيامه ووضع الله على ظهرها من الاثام من شاب هدمت له توبته وكم من ثابت زعزعه له دينه الحديث عن الذنوب حديث عن انديه العمر ودور القمار والزنا المقنن والمرخصه والمحميه ان كل خير نريد ان نصل اليه ونامل ان نحققه وان كل شر نامل ان نسلم منه لن نتحصل عليه الا باقامه دين الله وحكمه يا دساتير البلاد الاسلاميه احكموا حقا بالاسلام اننا ما لم نحكم بالاسلام نقضنا عهدنا مع الله وخسرنا التوفيق وسلطنا علينا الاعداء وذهب من بين ايدينا الرغد والرخاء نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يصلحنا واحوالنا وابنائنا واموالنا وان يصلح بنا اللهم من اراد بالاسلام والمسلمين خيرا فوفقه لكل خير ومن اراد بهم غير ذلك فخذه اخد عزيز مقتدر اللهم وفق ملك البلاد للكتاب والسنه اللهم وفق المسؤولين كذلك للحكم بالكتاب والسنه اجعل لهم بطاله خير تامرهم بذلك وتدلهم عليه واقف مص