فضل الحج
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار عباد الله حج بيت الله الحرام فريضه في الاسلام وركنا من اركانه الكرام وفيه محاض الدين والتقوى من ادى فريضه الحج محافظا على الصدق والاخلاص محتسبا لما يمر به من المشاق ويكابده من العناء مع مفارقه الاهل والاوطان والاموال فكانما اشترى نفسه من الله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا اليس قال الله جل وعلا واتموا الحج والعمره لله وقال جل وعلا واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامري ياتينا من كل فج عميق ان الله كتب عليكم الحج فحجوا ان افضل الاعمال عند الله الايمان بالله ورسوله ثم الجهاد في سبيل الله ثم الحج المبروك وليس لحجه مغروره جزاء ان الجنه وبر الحج اطعام الطعام وطيب الكلام والاحسان للانام وان تعود من حجك خيرا مما كنت عليه وان تزهد في الدنيا وان ترغب فيما عند الله اذا حج العبد حجا كهذا فصبر واحتسب ولم يرفث ولم يفسد عاد من حجه كيضم ولدته امهم ان الحج يغفر ما تقدمه من ان الحج يهدم الذنوب والسيئات انه جهاد من لا جهاد له انه جهاد بلا شوكه انه رهبانيه الاسلام عباد الله استمتعوا من البيت ما كنتم تقدرون على ذلك قبل ان يحال بينكم وبينهم تعجلوا الحج قبل ان ترفع الكعبه تابعوا بين الحج والعمره انهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضه والله ما رفع عبد قدمه في طريق الحج ولا وضعها الا كتب الله له حسنه ومحى عنه سيئه وان الحجاج والعمار وفدوا الله دعاهم فاجابوه وناداهم فلقوه وسالوه فاعقاهم يا ايها الحاج اصبر على مشقه الحج ان اجر العبد اذا حج على قدر نفقته ونصبه واذا مات العبد في الحج كتب الله له اجر الحاج الى يوم القيامه كيف لا وهو عبد فارق لاهل والاوطان وتكبد المشاق في السفر لاجل الله فوقع اجره على الله وما اعظم ان يسافر العبد لاجل الله محتسبا ما في السفر من العذاب وان السفر قطعه من العذاب يمنع احدكم طعامه ومنامه وشرابه واهله فلا يهنا من ذلك بشيء لهذا من هاجت عليه لعواعد الشوق الى عياله وبكى يحفظ الله لك بكاءه لا يضيع عند الله وكل هذا يهون في جنب مرضاته كحال ذلك الرجل الذي لزمته سنه الحج فخرج حاجا وتحسر قلبه على ولدين له فلما صار في بعض الطريق ونزل واديا معتيما تذكر ابناءه فجعل يبكي عليهم وصدع قلبه الما فقال اطبقت للنوم جفنا ليس ينطبقوا وبث والدمع في عيني يستبك لم يسترح من له عين مؤرطه وكيف يعرف طعم الراحه محمد واخوه فتتك كبده اذا ذكرتهما والعيس تنطلق وددت لو تم لي حج بقربهما ما كل ما يتمنى المرء يتفق عباد الله الحج شعاره الطواعيه الله لبيك اللهم لبيك كل ما فيه من مشقه يهون يهون في جنب طلب مرضاه الله اليس امتحن الله عز وجل ابراهيم الخليل بذبح ولده استصفاء لمودته ومحبته يريد الله ان يخلعك بالحج من العوائل من الاخلاق للدنيا وان تفرده بالمحبه وان تقدمه على الاهل والمال والولد وان من الاحاديث الكريمه التي مال الحافظ ابن حجر لتقويها بكثره طرقها كما في كتابه قوه الحجاب ما رواه احمد وابو داوود وابن ماجه من حديث العباس بن مرداس قال رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم دعا ربه عشيه عرفه فاكثر الدعاء دعا لامته بالمغفره والرحمه فقال الله عز وجل اجبتوك اجبت دعائك غفرت لامتك الا غفرت لامتك الا ما كان من ظلم بعضهم بعضا فقال يا رب يا رب انك قادر ان تغفر للظالم وان تثيب المظلومه خيرا من مظلمتها قال فلم يجبه الله فلما كان في الغداه دعا عند مزدلفه فاجابه الله فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال الله قال ان الله استجاب لي في الظالم من امته ان الله استجاب لي في الظالم من امته ثم تبسم صلى الله عليه وسلم وقال رايت ابليس يدعو بلوين والسبور جزعا لعطيه الله لهذه ومعنى الغفران الذي ورد في هذا الحديث عند من صححه ان يكون العبد صادقا في التوبه ولزمته حقوق ومظالم لم يتحلل منها لاسباب لم يقوى عليها ثم ادركه الموت ومعه المطالبات فهذا يوم القيامه بحجه المبرور وبصدق توبته يغفر الله له ويرضي الخصماء ويجعله معهم في بحبوحه الجنه وليس ذلك على الله ببعيد ولا حجر على الله واما من لزمته حقوق وقدر على ادائها لاصحابها ولم يفعل ولا مانع يمنعه وماته فلا بد ان يختص منه فانه ديوان لا يتجاوز الله عنه ابدا عباد الله ومن الاحاديث العظيمه العجيبه الكريمه صحيحه الاسناد ما رواه ابن حبان والطبراني والبزار من حديث ابن عمر واولاده ابن الصامت رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الانصار اما مالك من الاجر في الحج ان خرجت من بيتك تام البيت العتيق فانك لا ترفع قدما ولا تضعها انت ودابتك الا كتبت لك حسنه ومحيها ومحي عنك بها سيئه ورفعت بهذا درجه واما صلاتك بعد الصفا والمروه فكعتق رقبه من ولد اسماعيل واما طوافك بين الصفا والمروه فكعدت سبعين رقبه واما وقوفك عشيه عرفه فان الله جل وعلا يهبط الى السماء الدنيا يباهي بعباده الملائكه يقول ايا ملائكتي انظروا الى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحيا غير مستترين من الشمس يعني يرجون رحمتي يخافون عذابي يلتمسون جنتي يسالونني رضواني فلو كان على احدكم من الذنوب مثل رمل عالج او كقطر المطر او كزبد البحر او كعدد ايام الدهر غفرتها ولا ابالي واني اشهد نفسي يقول الله جل وعلا وانني اشهد نفسي وملائكته وجميع خلقه اني نظرت لعبادي حفيضوا يا مغفورا لكم ولمن شفعكم له واما رميك الجمار فلك بكل حصاه رميتها تكفير كبيره من الموبقات ثم تلا صلى الله عليه وسلم فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قره اعين جزاء بما كانوا يعملون واما نحرك فمذخور لك عند الله واما حلاقك راسك فلك بكل شعره تحلقها حسنه وتمها عنك بها خطيئه وكل شعره تقع على الارض يكتب لك بها نور يوم القيامه فاذا طفت في البيت بعد ذلك طفت ولا ذنب عليك ياتيك ملك يضع يدين يده بين كتفيه ويقول استقبل العمل يا عبد الله اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى فان انت ودعت ضفت الوداع خرجت من حجك كيوم ولدتكم ولدتك امك ما اعظمه من الاله وما اكرم احسانه واعطائه العباد لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك اكرم القوافل قوافل الحجيج واجل السفر بعد الجهاد في سبيل الله سفروا الحجيج يا حسره على اقوامى ملكهم الله واعطاهم في دينهم ودنيا اعطاهم في دنياهم ووسع عليهم ثم لم يكن لهذه الفريضه في حسبانهم محد وكان الله لم يفرضها عليهم لا يسالون ولا يقتدرون من لا يتحسرون على فوات زمان الحج سبحان الله وهذا سفيان الثوري يحدث عن مجاهد الرومي قال سالت سعيد بن جبير عن رجل موسر لم يحجبه مرض ماته ولم يحج فقال هو والله في النار هو والله في النار هو والله في النار ثلاثا مات عاصيا لله وحدثت الضحك ابن عبد الرحمن عن ابيه ان عمر بن الخطاب رقى على المنبر وقال ايها الناس حجوا الله وحج من كان ذا ميسره وملك زادا وراحله ولم يحجبه مرض ومات ولم يحج فليمت ان شاء يهوديا او انشاء نصرانيا او انشاء مجوسيا سبحان الله من اراد الدنيا ومن اراد الاخره فعليه بالحج والله ما سال حاج ربه الا رفع عنه البلاء والله ما انفق حاج الا اخلف الله عليه خيرا مما انفق الا نشتاق الى الله سري من السقط يروي عنه ابن الجوزي انه في سفر الحج راى عجوزا حبشيه بالكاد تقوى على نقل قدمها في طريق الحج قال لها اين الى اين الطريق قالت الى الحج الى بيت الله الحرام الى البيت العتيق فقال هو بعيد عليك فبكت وقالت بعيد على الكسلان او بملاله واما على المشتاق فهو قريب يبنى على الحج العيال والمال الله الصاحب في السفر وهو الخليفه في الاهل والمال ايحجبك الخوف على الرزق اليس الله الرزاق افتمه خطبه الاولى بما رواه ابن الجوزي في اخر كتابه مثير العزم الساكن الى اشرف الاماكن روى عن الاصمعي قال كنت اعلم القران في البدو فلقيت اعرابيا جافيا يحمل سيفا وكان قاطعه طريق فقال لي ما اقدم الحضري على البدو فقلت اعلم القران قال ما القران فقلت كلام الله فقال انشدني ولا يعرف شيئا انشدني طلق ضحكتم فتلويه من سوره الذاريات حتى بلغت قول الله وفي السماء رزقكم وما توعدون القى الاعرابي وقال استغفر الله رزقي في السماء وانا اطلبه في الارض بسيفي والله لا افعل علمني الاسلام قال فعلمته اركان الاسلام فلقيته بعد عام في الحج وهو يقول فلما راىني قال الست فلانا الذي قراني القران فقلت بلى قالت له علي قال فتلوت ذات السوره قد بلغت قول الله فهو ربي الس ماء انه لحق مثلما انكم تنطقون فبكى وقال ما الذي الجاه لليمين من الذي الجاه لليمين ولم يزل يرددها حتى سقط يقول عباد الله لن تسمعوه واستغفر الله لي ولكم الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين عباد الله يا من عزمتم على حج بيت الله الحرام نصائح ووصايا حملتنا لها حملتها لنا السنه النبويه وتناقلها العلماء اوصيكم باخلاص القصد والعمل لله فان الله لا يقبل من عمل الا ما كان له خالصا حجوا حجه لا رياء فيها ولا سمعه فلا يشغلنك من صنيع الناس ولا المباءات ولا تزيين الابواب ولا الكتابه في الصحف ولا ان يقال فلان هو الحاج اوصيكم بهلاك السلف الصالح كونوا لقبول الحج اشد اهتماما منكم بالحج نفسه فانما العبره بالقبول والله الذي قال في كتابه انما يتقبل الله من المتقين ولهذا علم السلف ان قبول الاعمال يدور مع الاخلاص وموافقه السنه فحرصوا على ذلك اوصيكم للتحلل من المظالم ورد الحقوق وزياره اصحاب الديون وصله الارحام واستيصاء العلماء فان هذا من التوفيق في اعمال المسافرين قبل سفرهم اوصيكم بتطيب الاموال الحج عباده مركبه من مال وبدن ينبغي ان يكون المال طيبا والله طيب لا يقبل الا طيبا ولما سال رجل ابى الدرداء وقال له حججت بمال من حرام فهل يقبل الله مني ان اعيد فقال كلا والذي نفسي بيده لا يقبل الله الا ما كان طيبا نقيا وصدق من قال اذا حججت بمال كله سحت فما حججته ولكن حجه العير لا يقبل الله الا كل صالحه ما كل من حج بيت الله مبرور وكان ابو بكر انهشلي اذا ذكر هذا المعنى يقول يحجون الى البيت الحرام يحجون بالمال الذي يجمعونه حراما الى البيت العتيق المحرم ويزعم كل ان تحطه رحالهم تحطوا ولكن فوقهم في جهنم اوصيك يا عبد الله الحاج بالصبر على اخلاق الناس وطباعهم لا سيما في المضايق والزحام وعند اكتظاظ الناس في القوافل وفي الحافلات وفي الشوارع وفي المناسك كنبيك صلى الله عليه وسلم رقيقا رحيما بساما الاخلاق سهل الطباع لان الذي يخالط الناس ويصبر على خير ممن لم يفعل لا ترفع صوتك بالقيل والقال لا تخض في اللغط والجدال لا تهدر الاوقات الغاليات واغتنم العمر في المواسم والطاعات اياك ان تؤذي اهل الحرمين يوشك يوشك الله ان يذيب من اذى اهل الحرمين كما يذوب الملح في الماء اوصيك ايها الحاج ان تستكثر ما استطعت من الخيرات الله العظيم لما ذكر الحجه في كتابه قال وافعلوا الخير وافعلوا الخير ثم قال جل وعلا وتزودوا فان خير الزاد التقوى تزوج ستقبل غدا على الله افعل ما استطعت من الخير في هذا الموسم الكريم ما اختارك الله في وفادته الا ليختبر ما عندك من صدق الدعوه في محبته فاقبل على الله وكن في هذه الايام بخير اجود واسرع من الريح المرسله وتذكر ما اقدمنا عليه من الذنوب السالفه تعوض اتعب هذا البدل بالسعي وبالطواف كما اتعبناه في شان الدنيا والذنوب اوصيك ايها الحاج ان تحج حجا على وفق ما شرع الله اياك ان تتنازل في الثوابت والاحكام لفتوى من يفتيك ان الناظر اليوم في احوال الناس في الحج يندج دينه ويحزن قلبه ويضيق صدره ويشعر بحقيقه الغربه لفرط ما في الحج اليوم من الجهل ومن البدعه ومن التسافي والله ان هذه العباده لتكاد تخرج عن وجهها الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بكثره ما احدثه الناس من فالله الله الله بلوم سنه المصطفى حجوا كما حج نبيكم صلى الله عليه وسلم وما ورد عليكم من العمل مما ليس في السنه فردوه واذا جالت احاديث النبي في ميادين الكفاح اتت وطارت اراء العلماء في مهب الرياح ايها الحاج انت في وفاته الله وانت في بيت الله الحرام في البيت الامين في في القبله التي ارتضاها الله لنبيه في مهبط الوحي والاسامه في الحرم الذي قال الله فيه ومن يرد فيه بالحاد بظلم نضيق من عذاب اليم فاياك والمعاصي والاثام اياك ان تفسد دينك وحجك يا اصحاب الفنادق والمطاعم الكبيره في مكه والمدينه سبحان الله لماذا استخدمتم هذه الفضائيات ملاتم غرف الناس بالشاشات والفضائيات لعمر الله ان هذا لمن الالحاد في حرم الله لو قصرتموها على القنوات الصالحه لكان خير ا لكنكم تشغلون الناس الله دعاهم ليعبدوه ويتقوه وانتم تصدون الناس عن ذكر الله بهذه الشاشات وما فيها من الملهيات ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منها يا ايها الحاج لا تزاحم الناس لا تدفع الضعفاء لا تلاصق النساء اسال عن الاحكام لا تنظر لعمل الناس عند العوام قوام انظر لنبيك صلى الله عليه وسلم يقول انما شفاء العيسى يسال عن كل شيء تفعله انها عباده عمريه احرص ان تكون على وفق ما شرع الله كان النبي عليه السلام يمشي الهوينا لا يزاحم احدا ان وجد فجوه النص والا صار بالسير اضعف الناس وقال لعمر يا عمر انك رجل قوي فلا تزاحم الناس لا تزاحم الناس على الطلاق ايها الحاج انت بعين الله فسله من فضله وكرمه سليمان بن عبد الملك يقول لطاووس ابن كيسان وهم يطوفون في الحج سلم ما تريد صلني شيئا فقال طاووس وهذه كلمه حكيمه قال والله ما كنت لا اسال غير الله وانا في بيت الله سبحان الله ما ابعد المتسولين عن الهدى والتوفيق اباحوا ماء وجوههم سافروا يطمعون في نوال من العبد وهم في زمان العطاء اما كان لاحدهم ان يرفع يديه الى الله فيقضي له حاجته لكنه حرمان التوفيق ايها الحاج اوصيك ان تتق الله اياك واعمال الشرك يا الله ما اعظم غفله الذي يتمسح بالمقام او يتمسحوا به شكرا الكعبه او ياخذ من تراب الكعبه او يقبل ارضها او يمسح سجاد روضه الشريفه او يمسح ما وصلت اليه يده من اسوار القبر النبوي الشريف يا الله وهل جاء الاسلام الا لنبدا الشرك وتحقيق التوحيد وما الذي يملكه لك التراب وما الذي يملك له يملكه لك مقامه ابراهيم حتى الحجر الاسود لما نمسته انما نتبع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونعلم انه لا ينفع ولا يضر كما قال عمر والله اني لا اعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا اني رايت رسول الله قبلك ما قبلته وكان ابنه عبد الله اذا استلم الحجر يقول اللهم ايمانا بك وتصديقا بكتابك ثم يقول واتباعا لسنه نبيك صلى الله عليه واله وسلم ولقد والله راينا اقواما في الطواف يسالون غير الله سمعناهم يقولون يا علي يا علي معاذ الله في بيت الله الحرام يكاد البيت يقول يا رب امرني حتى هدم فوق راسه كما قال عبد الله بن عباس وراينا من يلقى الخير والاوراق عند المقام يطلب الحوائج وراينا من يستدبر القبله ويسال رسول الله في مسجد رسول الله ما لا يقدر عليه الا الله ان ابغض الخلق الى الله ملحد في الحرم عباد الله نصيحه واختي نصيحه للمراه التي وفقها الله للحج يا امه الله يا من حججت بين بيت الله اياك اياك ان تتخلينا عن حيائك الذي فطرك ربك عز وجل عليهم ان الحياه خلق الاسلام اياك ان تزاحم الرجال والا قيل لك كما قالت ام المؤمنين عائشه لجاريتها لما زاحمت الرجال في الطواف قالت لها لا جاره الله لا جرت الله اتزاحمين الرجال وانت امراه هلا كبرت ومررت اذا هذاك الرجال فاسدلي واستتري حافظي على هيئتك على جلستك على قيامك على قعودك حافظي على وجهك حافظي على لباسك لا تفتني شباب المسلمين في تلك الديار ان المسافرين تثور عليهم غرائزهم وتكون غوائلهم فلا تغيري نفوس الطائفين العابدين قل للمليحه في الخمار الاسود ماذا فعلت بناسك متعبد ومن قال عما كتبه ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى في باب ذم النساء اللاتي يفتن الطائفين لتعجب من فضل تساهل الناس من هذه بهذه الكبيره عباد الله نصيحه لمن لموفق للحج في هذا العام يا اخي بارك الله فيك ليس زماننا كزمان الذي نسبقونا ان امكنك الحج فحرص عليه ان اخذت بالاسباب وسعيته لم تتعد على حق احد ثم لم توفقت فاحمد الله واعلم ان كنت انك ان كنت صادقا كتب الله لك اجر الحاج وافيا وان لم يسقط عنق الوجوب وقد اخبرنا نبينا عليه السلام ان الذي يعذر عن عمل ما وهو صادق في ادائه كتب له الاجر لما رجع من غزوه تبوك ماذا قال ان اقوى من ها هنا في المدينه حبساهم العذر ما تركنا ارضا ولا دخلنا واديا الا كانوا معنا يعني في الاجر الم يقل نبينا عليه السلام في الشهيد من طلب الشهاده بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه خذ بالاسباب ثم ان لم توفق فالحمد لله اغتنم ايامك وسلي نفسك بالاعمال الصالحه وشعائر الايد عيد وايام التشريق واياك ان يفوتك صيامه عرفه وصل الارحام واكثر من الاحسان فالخير باقي وانت اخذ للاجرين بل قال ابن رجب بعض المقيمين قلوبهم سافرت وهم صادقون وهم اعظم اجرا ممن سافر وقلبهم معلق في التجارات وهذه مفارقه عجيبه يا سائرين الى البيت العتيق سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا انا قعدنا على عذر وقد رحلوا ومن قعد على عذر كمن راح اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك للمسلمين في موسمهم هذا وان يجمعهم على قلب رجل واحد وان يكتب لهم في عامهم هذا من الخير ما يجمعهم جميعا على حظيره الكتاب والسنه اللهم من اراد بالاسلام والمسلمين خيرا فوفقه لكل خير ومن اراد بهم غير ذلك فخذوا اخدع عزيز مقتدر اللهم وفق ملك البلاد للحكم بالكتاب والسنه