ان مع العسر يسرا يا أهل غزة
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين عباد الله يعيش الانسان في هذه الحياه مفتنا كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ما من عبد الا وله ذنبه الذي ياتيه الفينه بعد الفينه ذنب لا يفارقه حتى يفارق الحياه الدنيا وان العبد خلق مفتنا وان المؤمن خلق مفتنا توابا نساء اذا ذكر ذكر يجرب الله الانسان بالفتنه مزاعم صدقه وصلاحه وحقائق اقواله وادعائه محبه الله يعرضه الله على مشقه الاعمال الصالحه ليرى صبره ومحافظته عليها ويرى صبره عن الشهوات المحرمات ويرى احتماله للمقدرات المكروهات يغربل الله ادعاءه تقديم قاعه المول على حب الهوى وانما يفتن العبد في هذه الدار ليعرف الراسخ من المتزلزل ليظهر الصادق من الكاذب تماما كما قال الله جل وعلا احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتن الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن من الكاذبين قال عبيد بن عمير رحمه الله وغيره من السلف في تفسيره هذه الايات من مطلع سوره العنكبوت نزلت هذه الايات في عمار بن ياسر اخذه المشركون اخذه ابو جهل لعنه الله وفتنه في دينه وعذبه على الاسلام ونال منه نيلا شديدا حتى كان يلبسه الدرع من الحديد ويقيمه في يوم شديد الحر والصيف فلم يزل عمار ثابتا على دينه فلما راى ثباته طعن في حياء امه اسماء برمح حتى قتلها فازداد عمار بذلك ثباتا على الحق وهكذا العبد المؤمن تزيدها المحن ثباتا وثقه بالله كالذهب يفتن بالنار ليصف و كدره قال عبد الله بن عباس ان النبي كان يبعث في قومه فيدعوهم الى ما امر الله سيتبعه اقوام فاذا قبض الله النبي فتن من بعده امتحن من بعده فمن ثبت فهو الصادق ومن انتكس فهو الكاذب وتليت هذه الايات عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال اول من اظهر الاسلام سبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وسميه ام عمار وعمار وبلال وصهيب والمقداد فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه ابي طالب واما ابو بكر فمنعه الله بقومه واما سائرهم ففتن اخذهم المشركون وعذبوهم ونالوا منهم لينا شديدا البسوه ادرو على الحديد وسهرو في حر الشمس وعينها ثم دفعوه للصبيان مكبلين يعبثون بهم ويسخرون بهم وقتل من قتل منهم فما منا من احد الا واتهم على ما يريدون او بعض ما يريدون الا ما كان من بلال رضي الله عنه هانت عليه نفسه في ذات الله وهان هو على المشركين فعذبه حتى وضعوا الصخره العظيمه على صدره وهو يقول احد احد وهكذا لا تزيد الفتن المؤمنه الا ثبات وثقه بالله عز وجل ومن اعجب ما قراته ما ورد في ترجمه الامام القدوه ابي بكر محمد بن بن احمد بن النابلسي هذا الرجل يا اخواني اخذه العبيديون الروافض الكفره فعذبه على دينه عذابا شديدا صلبوه وهو حي لاجل السنه كان الامام الدار قطني صاحب السنن اذا ذكره يبكي بكاء شديدا ويقول سلخه حيا وهو يتلو كان ذلك في الكتاب مسطورا قال له العبيدي الكافر بلغنا انك تقول لو كان معي عشره اسهم رميت تسعه في الروم وواحدا في العبيديين قال لا انا لم اقل ذلك بل قلت لو كان معي عشره اسهم لرميت تسعه فيكم ورميت العاشر فيكم ايضا لعنكم الله نقضت عر الاسلام وغيرت المله وقتلتم الصالحين وادعيت نور الالهيه فاستشاط العبيدي غضبا فدق يديه ورجليه بالمسامير على الخشبه وهو حي ونادى يهوديا وقال سلخوا حيا امامي فبدا السلخ من مفرق الراس وكان لا يزال يقول كان ذلك في الكتاب مستورا ويتلو من كتاب الله حتى بلغ اليهودي في السلخ الى صدره ولا يزال يقول كان ذلك في الكتاب مسطورا رحمه اليهودي فوكزه بسكين في قلبه فقضى عليه واقسم بالله من حضر المشهد ان القران كان يتلى من جسده بعد ما نفقت روحه واليوم كما نحن في كل زمان يمتحن الله الصادقين من الكاذبين يغربل الله ايمان الناس اليوم تسلط الكفار على المستضعفين من المسلمين وما اكثر المستضعفين تسلط عليهم اليهود عباد التوراه والاحبار والدرهم والدينار النصارى عباد الصليب الوثنيون عباد الاصنام المجوس عباد النار بل عباد البقر تسلطوا على ضعفاء المسلمين عذبوهم ونالوا منهم وما ذلك الا لانه هم يقولون ربنا الله والله ما نقموا منهم الا انهم يؤمنون بالله العزيز الحميد وصدقنا نبينا صلى الله عليه وسلم ان تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه ابدا حتى ترجعوا الى دينكم يا لهف نفسي على المستضعفين عند عباد البقر يذبحون ويقتلون ويحرقون احياء ان يعتدى على اعراضهم وهم ينظرون ينكل ابنائهم تغتصب حقوقهم يهاجرون من ديارهم والله لا ذنب لهم الا انهم اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يحملوا سلاحا لم يخربوا عامرا لم يفسدوا خلقا لم يسرقوا ارضا لم يرهبوا بلدا يقتلون ويقهر ويفتن في زمان لم تبقى ذره من شرف عند ولاه المسلمين وقانون المعذبين للمستضعفين اليوم هو عين قانون المعذبين للمستضعفين في زمن قريش في زمن عتبه والوليد وابي جهل اما العذاب واما الكفر اما الدنيا واما الاخره لا تحسبوا يا عباد الله انا سندخل جنه الله ولما يعلم الذين جاهدوا منا ويعلم الصابرين اليس هو الذي قال في كتابه ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب يعيش العبد في هذه الحياه الدنيا مفتنا الفتن تتغير وتتتابع وتلبس لبوسا جديدا في كل مره وتعرض على قلب العد لما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الفتن في الحياه قال كما في صحيح مسلم من حديث حذيفه تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكت فيه نكته سوداء وايما قلب انكرها نكت فيه ن كته بيضاء حتى تصير على قلبين على ابيض مثل الصفا لا تضره فتنه ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا تحيط بنا الفتن يا عباد الله احاطه السوار بالمعصم وما من احد الا سيجرب الله ليعلم صدقه من كذبه ومن ادرك هذه الحقيقه علم انه لا غنى له عن اعتياد التوبه وتجديد العهد مع الله والاقبال عليه بنوع الانابه والله لا احدنا احوج لاستمرار التوبه من طعامه وشرابه ونفسه وعافيه بدنه ونور بصره الذنب على الذنب يا اخواني دون توبه بينهما سبيل الطبع على القلوب حتى تصير سوداء كما سمعتم في الحديث حديث كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ويرى الحق باطلا والباطل حقا يا ابن الاسلام اياك ان تتابع الذنوب دون اعتياد التوبه الخير عاده الخير عاد رايت الذنوب تميت القلوب وقد يور ث الذل ادمانها اذا اذنبت فتب الى الله واتبع السيئه الحسنه تمحها ايا كانت تلك السيئه ما دمت في الحياه فانت قادر على التعويض ومن احسن فيما بقي غفر له ما مضى كن من الذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اياك ان تكون عبدا ياتي ذنب تلو الذنب ويتكل على رحمه الله دون توبه او عمل هذا العبد يفجاه الله بما ياتيه يا ابن الاسلام ارحم نفسك فانت ضعيف نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم قال لك يا ايها الناس توبوا الى الله فاني اتوب اليه في اليوم في اليوم اكثر من 100 مره في اليوم وعلمنا ان نتوب في الصباح والمساء قال ان الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ارحم نفسك الضعيفه الانسان ضعيف امام شهواته وقلب العبد المؤمن يتقلب اشد من تقلب القدر اذا استجمعت غليانه ما من قلب من القلوب الا وله سحابه كسحابه القمر بينما القمر يضيء بالايمان يعني بينما القمر يضيء اذ علته سحابه فاظلم اذ تجلت سالوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم ان الايمان ليخلق في جوف العبد كما يخلق وشي الثوب كما يخلق الثوب تشتريه جديدا فيعود باليا فاسالوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم وهذه القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء سلوه الثبات فمنه الثبات وهو المسؤول الغفران والمسؤول ثبات القلوب عند عند زيغان وان تبقى على الايمان اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين عباد الله اعلموا ان اعظم الاسباب الموجبه لحلاوه الايمان ولذه المناجاه وراحه النفوس وقرب العبد من الله وسلامته من الفتن استقامته على امر الله صبره على اداء الفريضه على الوجه اللائق بها صبره عن اتيان الشهوات المحرمات وليعود نفسه على التوبه الخير عاده والشر لجاجه متى استلج العبد بالشر في اوله يبدا صغيرا ثم لا يدرك له طرف ووالله ثم والله ثم والله ما عبد ربنا بشيء كترك ما حرم والله ما عبد ربنا جل وعلا بشيء كترك ما حرم علينا فاياك ان تغتر باحد كائنا من كان مهما كان سمته وحاله حتى تعرض عمله على الحلال والحرام ثم بادر بارك الله فيك بالاعمال الصالحه وسارع الى الخيرات صنائع المعروف وتكرارها يقي مصارع السوء وينفي النفاق عن القلب كن عبدا اذا عمل عملا صالحا داوم عليه ولا يقطعه ويعلم ان له عند الله يوما يساله عما قدم فلتكن له خبيئه من عمل صالح يجوز بها بين يديه من المساءله الموت يا عباد الله ياتي فجاه والقبر صندوق العمل فليم كل منا صحيفته بما استطاع ليموت حين يموت وقد رضي الله عنه اترضى ان تكون يا ابن الاسلام يوم القيامه مع قوم لهم زاد وانت بغير زاد تزوج فان خير الزاد التقوى النهشلي ابو بكر لما حضرته الوفاه وعند راسه صاحبه ابن السماك راه يومئ براسه وهو في النزع يومئ براسه فعلم انه يصلي فتعجب فلما راه سلم قال افي مثل هذه الحال قال النهشلي وما علي ما علي ان صحيفتي تطوه دعني اني ابادر طي الصحيفه ابو بكر بن ابي مريم الغساني حضرته الوفاه في يوم صومه وكان مريضا شديد المرض فابى الا ان يصوم فصام وجلس ابناؤه عند راسه وهو في في النزع حتى بلغوا اخر النهار قال له ابنه الاكبر يا ابتي اجرع جرعه ماء واحده فوالله لقد شق علينا حالك فشار بسبابته ان لا فلما غابت الشمس قالوا له يا ابتي غابت الشمس قال نعم قال يزيد بن عبد ربه فقطر في فمه قطره فغمض عينيه ومات اذا احب الله العبد يسر له عملا صالحا بين يدي موته ثم يقبضه عليه وما من عبد ختم له بصيام يوم الا دخل الجنه يا ابتي اجرع جرعه ماء شق علينا حالك لا حتى غابت الشمس وقبضه الله على صيامه عبد عبد الله بن ادريس الاودي الامام العالم الجليل القران رفيق دربه وصاحب عمره عاش يعلم القران لما حضرته الوفاه جعل يتلو كتاب الله وابنته الكبرى عند راسه تبكيه بكاء مرا فقطع التلاوه وقال يا بنيتي انا اموت ولا تبكي علي لا تبكي علي فوالله لقد ختمت القران في هذه الغرفه 4 الاف مره لا تخافي علي ختمت القران في هذه الغرفه 4000 مره ومثله ومن طينته ابو بكر بن عياش لم يفرش له فراش لينام سنين عددا انما هي غفوات النهار عباده الليل لو قيل له ستموت غدا ما قدر ان يزيد في عمله حضرته الوفاء وهو يتلو كتاب الله واخته عند راسه تبكيه قطع التلاوه وقال يا اختا على اي شيء تبكيني وانا اقدم على الرحيم والله لقد ختمت القران في هذه الدار اكثر من 100 الا مره عبد الله بن المبارك سيد العلماء مات وهو يعلم الدين والسنه يقول عبد الله العجلي جلست عند راسه وهو يموت وعنده صاحب له اوجار يلقنه فهو يقول قل لا اله الا الله قل لا اله الا الله لا اله الا الله ويكرر عليه حتى تاذ ابن مبارك ففتح عليه وقال يا ابن اخي لقد اذيتني انك لا تحسن تلقين الميت تعلم مني كي لا تؤذي احدا بعدي اذا لقنتني لا اله الا الله فقلتها فاسكت عني ودعني فان احدثت كلاما في الدنيا فعاود تلقيني فان قلتها فاسكت عني ودعني ولا تؤذيني ثم قال لمولاه ضعت راسي على التراب ده راسي على التراب نصر بن سعيد مولاه وضع راسه على التراب وهو يبكي وقال يا مولاي انما ابكي عيشك السعيد وها انت تموت وراسك على التراب فقال له يا ابن اخي اسكت لقد سالت الله ان احيا حياه السعداء وان اموت ميته الفقراء ثم قال لا اله الا الله ومات استكثر من الخيرات وعود نفسك الطاعه ليسهل عليك البقاء عليها اذا حضرك الموت القاضي ابو يوسف صاحب ابي حنيفه مات وهو يعلم العلم دخل عليه ابراهيم بن الجراح الكوفي احد طلابه وهو في مرض موته جلس عند راسه فالتفت اليه ابو يوسف وقال اسالك عن مساله قال في هذه الحاله قال وما علي لعل ناجيا ينجو عند الله بالعلم قال سلني قال الرجل اذا حج ايرميز ماشيا ام راكبا فقال يرميها ماشيا قال اخطات قال راكبا قال اخطات اذا كانت الجمار مما يقف العبد عندها يرميها ماشيا واذا كانت مما يرمي ويمضي فليمضي ف فليرمها راكبا قال ثم ما قمت من عنده والله ما وصلت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه الشبلي ابو بكر دلف بن جعفر لما حضرته الوفاه دمعت عينه وسال دمعه فقال له صاحبه جعفر بن ابن محمد الدينوري مالك قال درهم درهم في مظلمه مهمه درهم في مظلمه مهم تصدقت عن صاحبه بالالوف وما من شيء يشغل قلبي الساعه الا هذا الدرهم قلوب نيره قلت ذنوب القوم فعلموا من اين اتو ثم قال لصاحبه جعفر وضئ فاني احب ان اموت متطهرا قال جعفر فوضته ونسيت ان اخلل لحيته فقبض على يدي و وضعها في لحيته ثم مالت راسه ومات فقال جعفر ما تقولون في رجل لم ينسى وهو يموت ادبا من اداب الشريعه عطاء ابن السائب يقول في ابي عبد الرحمن السلمي حضرته الوفاه وهو في المسجد فصار ينتفض فقلنا له نحمل الى الدار الى فراشك فقال حدثت ان العبد لا يزال في صلاه من انتظر الصلاه دعوني انتظر الصلاه ثم شرع يقرا من سوره البقره حتى اتم 7 ايه ومات واعجب ما قرات واختم لكم به ما في ترجمه طغان خان طغان ابن خان التركي هذا الرجل الذي لعلنا لم نسمع باسمه احد ابطال الاسلام مرض مرضا شديدا حتى اشفى على الهلكه وبلغه وهو مريض ان الين والترك هوا جيشا لم يسمع الناس بمثله لغزو ضعفاء المسلمين يزيد عن 300 مقاتل فجعل يدعو الله اللهم رد علي عافيتي حتى اغزهم وادافع عن المسلمين ثم توفني متى شئت فعوفي الرجل وقام كانما نشط من عقال فهيا جيشا عظيما وسار بعسكره وبيت القوم ودمهم وقتل منهم مقتله عظيمه قتل ما يزيد عن م الف رجل واسر اكثر الباقين ورجع الى بلاده معه من الغنائم ما لم يسمع الناس بمثلها وفي اليوم الثاني توفاه الله وهو على فراشه من عاش على شيء يا اخواني مات عليه عودوا انفسكم الطاعه الخير عاده واصبروا عند الفتن واعلموا ان الله عز وجل يبتلي العبد فيما يصيبه وفيما يبلغه فان سمعنا شيئا عن مستضعفين ها هنا او هناك فاياكم ان تنسوهم من دعائكم واحرصوا على معرفه واجب وقتكم في حقهم وحق الاسلام والمسلمين اللهم عملنا في طاعتك وتوفنا وانت راض عنا اللهم انصر الاسلام والمسلمين واجعلنا سببا في هذا النصر