أعوان الظلمة ١
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان م محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
ايها الناس لولا اعوان الظلمه ما وجد الظلمه ولا قدروا فقتلوا وبطش وسفكوا دماء الخلق وسجنوا العباد ونهبوا الاموال ولا افسدوا الدين والدنيا حقا ان اعوان الظلمه متاهل للعذاب مستحقون للحشر مع الظالم يوم الحساب وما اعظمها من مصيبه اذا كان ظلم الظالمين كفريا حشروا مع الكفار واذا كان دون ذلك فبحسب كل من اعان ظالما اعانه مباشره او غير مباشره وكان ذلك مقصودا له على علم واختيار استحق ان يحشر مع ذلك الظالم يوم الحساب وان ينال ما ينال الظالم من النكال وانواع الع فلو ان رجلا اثنى على ظالمه وعظمه وقدمه ورفع من
شانه واعز من قدره وهو يعلم انه ظالم ويعلم انه ممن يقتدى بقوله ويشار له بالبنان يكون قد غرر العباد بذلك الظالم وزوق لهم باطله وصبغ صنعه بصبغه الشرع استحق ان يحشر يوم القيامه هذا المثني مع الظالم يوم القيامه يعز علينا ان يكون شيوخ يقومون الليل ويقراون القران ويتكفلون العلم ويتورم ويحجب النساء يغطون الطرف يصونون الفروج ثم يبعثون يوم القيامه مع جماعه الترفيه ومواسم الغناء واهل الط والعري واللهو واكل الحرام واذا بعثوا واقام الله للحساب اعتذروا وقالوا يا ربنا ما كنا نعلم فيقول الله لهم ولن ينفعكم اليوم اذ
ظلمتم انكم في العذاب مشتركون في الاسلام العظيم ليس فعل الحرام مقصورا على فاعله ومباشره في الحساب والعذاب بل من اعان فاعله اي نوع من الاعانه بدلاله او اشاره وهو يعلم وقد اختار ذلك فانه يبعث يوم القيامه مع هذا الظالم لو كان العبد قادرا على منع الظالم عن ظلمه ولم يحجبه عن ذلك بعث يوم القيامه مع الظالم والله لو اجتمع اهل محل او اهل قريه او اهل بلده او اهل الارض جميعا على عبد بريء فسف دمه وهم يعلمون لا كبهم الله جميعا به في حمراء جهنم ولا يبالي والله لو ان رجلا زانيا اراد ان يزني ولا يجد مكانا فدله عابد لبعث ذلك العابد زانيا ولو كان محصنا لفرجه
لما ذكر الله فرعون اخبرنا بجلاله انه لا يدخل النار وحده ولا يعذب وحده بل يدخل النار ومعه اعوانه من اقرانه ونظرائه وحاشيته ومن اعانه ونصره وايده من جنده وقومه قال الله :”يقدم قومه يوم القيامه فاوردهم النار وبئس الورد مورود” فالذين اتبعوا امر فرعون على الحرام قووه وسلطوه من رقاب العباد اتباع فرعون لفسق في قلوبهم ابتلوا به قال الله: “فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوم فاسقين” هؤلاء الاتباع يجيئون يوم القيامه فيقررون بالظالمين ويدفعون الى جهنم يختصم بعضهم يقول الاتباع وَقَالُواْرَبَّنَا ٓإِنَّا ٓأَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْنًۭا كَبِيرًۭا“ “
اذا لا يذكر الله فرعون وحده بل يذكر من اعانه من جنده قال الله ان فرعون ثم ذكر وزيره إ”ِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا۟ خَـٰطِـِٔينَ” “وَنُرِىَ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا۟ يَحْذَرُونَ” لما قدموه في الدنيا قدمه الله عليهم يوم العذاب جزاء وفاقا يقول الحافظ ابن كثير في تاريخه وفي التفسير جمع فرعون الناس فاجترأ وقال انا ربكم الاعلى وادعى الربوبيه فلم ينكر عليه احد فسكتوا فتمادى فدعى الالهيه قال انا ما علمت لكم من اله غيري فسكتوا ولم ينكر عليه احد ولم يعتد فسلطه الله عليهم. الله يقول في كتابه “وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَـٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحًۭا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ” قال الله وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ ۖ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ” جمعهم الله في الظلم سواء والله الذي لا رب سواه ولا اله الا هو ما من عبد يوقل ظالما الا جمعه الله معه يوم القيامه حين يقول من كان يعبد الها فليتبعه هؤلاء اتباع الظالمين قدموا امر الظالمين على امر مولاهم وخالقهم لا طاعه لمخلوق في معصيه الخالق.
فرعون راس الكفر وزيره ومشير دولته هامان فرعون امر بالحفر اراده وسهل له و ودعا اليه و اتخذ الاسباب للتغيير الفطر والاخلاق فلم يعترض هامان سمع واطاع وجاء الجند من بعده فامرهم فرعون فسمعوا واطاعوا وتسلط الجند على الناس بذلك الكفر وذلك الطغيان. افرح الناس بكفر الوزير الملك و.افرح الناس بكفر الجنود الوزير. والكل يستمتع بعضه البعض ويتسلط على الضعفاء وما علم ان ربك هو رب المستضعفين والمقهورين.
اذا الملك والحاكم والرئيس الظالم لا يستطيع ان يظلم الا بأعوان لهذا لما ذكر النبي عليه السلام الملك الظالم في قصه الغلام والساحر قال كان في من كان قبلكم ملك ظالم يستعين على ظلمه بساحر يستعين على ظلمه بساحر هذا الشرطي رجل الامن الضابط المسؤول في مؤسسه في جهه ان كان يعلم انه امر بظلم فباي حق يلقى الله عز وجل حين ينفذ امر الظلم وهو يعلم انه ظلم لا يرضاه الله باي حق يرضى لنفسه ان يفعل ذلك وهو من المصلين ومن الصائمين هو ملك صغير في حدود سلطته ومملكته يضرب ويضرب ويبطش ويبتز ويسرق الاموال ويتعالى على العباد وفي بزته الرسميه يلحظ انه رجل مكين فيبت ش بالخلق وان كانت له مصلحه عند
الظالم سهل له وخفف عليه ورفع عنه الملامه اذا تمتع هؤلاء الجند بسلطه ملكهم الظالم في الدنيا فاستحقوا ان يحشروا معهم يوم العذب قال الله احشروا الذين ظلموا ازواجهم من ازواجهم قال عبد الله بن عباس اشباههم ونظائر اشباههم ونظائر سيحشرون ويقفون امام الله والله يا اخواننا ان الامر جلل رجل يعذب في قبره 100 عام 100 عام يضرب بالمرزبه فيتجلى يعذب ما توقف العذاب لما قال لانني مررت على مظلوم اقدر على نصرته فلم افعل الذي ينفذ امر الملك او الذي ينفذ امر الحاكم والمسؤول وهو يعلم انه ظلم ولا حل لا مفرج له في الشرع الذي يلمع ويطبل ويمشي ويزوق مكانه
هذا الحاكم الظالم سواء بسواء سيبعث يوم القيامه مع هذا الحاكم الظالم ولن ينفعه انه كان في الدنيا من المصلين والصائمين وله امراه منقبه باي حق ودين ترضى ان تمشي الحرام اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول كما روى ابو داوود واحمد من حديث ابي عمير الكندي اذا عمل بخطيئه في الارض اذا عمل بخطيئه في الارض كان من شهدها فانكر وكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها ف ض كان كمن شهدها قالوا لابن عمر فلان شر الناس واغباهم لانه باع اخرته بدنياه فقال رضي الله عنه بل شر منه اغبى من باع اخرته بدنيا غيره يا ايها الجندي تتمتع بسلطه يسيره لا تقوى فيها
الا على شيء يسير ومن فوقك يذلك ويبطش بك فتتسلل على من دون تضيع اخرتك لاجل غيرك لا مخرج لك في شرع الله شيخ الاسلام ابن تيميه يقول اعوان الظالم كل من اعان الظالم ايا كان بنوع اعانه وادخل السلف اسلافنا ادخلوا في هذه الاعانه من ناوله دواه او برى لهم قلما او غسل لهم ثوبا او خاط لهم قميصا الحافظ بن عبد الهادي كما في كتاب الاداب الشرعيه لابن مفلح ينقل عن الامام احمد انه نصص على المتاجر الذي يبيع ويشتري من خدمه المجرمين سيح شر يوم القيامه مع المجرمين الذي يبيع ويشتري ممن خدم من خدم المجرمين يحشر يوم القيامه مع المجرمين
وروى ابو يعلى في كتاب الاحكام السلطانيه وابن الجوزي في ترجمه احمد وابن ابي يعلى في طبقات الحنابله وجماعه ان خياطا قال للامام احمد انا اخيط الثوب للامراء هذا في عهد الامام احمد اكون من اعوان الظالمين فقال احمد لا بل انت من الظالمين انفسهم اعوان الظالمين من يبيعك الخيط والابره وابلغ من ذلك ما رواه الاصبهاني في سير السلف الصالحين في سير السلف الصالحين والمروي في كتاب اخلاق الشيوخ وفي كتاب الورع وغيرهم ان رجلا سجانا من جند المامون يعمل سجانا سال الامام احمد يا امام الحديث الذي يى في عون الظالمين وهو حديث من اعان ظالما
بباطل برئت منه ذمه الله وذمه رسوله يا امام اصح الحديث وثبت فقال احمد ثبت الحديث وصحه فقال السجان انا من اعوان الظالمين قال لا انت من الظالمين انفسهم لم سجنتني لم باشرت الامر بالفعل فاخذت مني من عيالي وسجنت مني ووضعت الكبل في قدمي وانا شيخ كبير لثلاث سنين انت من الظالمين انفسهم اعوان الظالمين الذي ياخذ لك شعرك ويصلح طعامك ويغسل ثوبك ويبيع ويشتري منك النووي في شرحه على مسلم الحافظ ابن حجر في شرحه على البخاري البرزنجي السخاوي في كتاب اشراط الساعه ائمه عدول كبار قالوا اعوان الظالمين جند الحكام الظالمين وذكروا حديث النبي عليه السلام
المشهور ورجال بايديهم صياف كاذناب البقر يضربون ويعذبون بها الناس الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواج يقول ويدخل في اعوان الظالمين الذي يجبي المكوس الضرائب وياخذ اموال الناس ياخذ ما لا يحل ويعطيه يعطيه ويعطيه لمن لا يستحق ياخذ ما لا يحل ويعطيه لمن لا يستحق الموردي في تفسيره في تفسير قوله تعالى وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم نقل قول من يقول انهم الظلمه وهم ايضا اعوان الظلمه لما لما لانهم سنوا واحدث في الناس الجور وحملوهم عليه ولا يحملنا اثقالهم واثقال معق الحافظ ابن القيم نقل عن عن الثور انهم منع وابى ان يعطي كاتب المهدي ورقه حتى يعلم ما الذي سيكتبه فيها.
اما الدنيا واما الاخره ايها الناس من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الا تستحق الاخره ان يتروى العبد وان يمر في امره ليس في الدنيا شيء يستحق ان تخسر لاجله الله يا ايها الجندي يا رجل الامن يا ايها الضابط يا ايها المسؤول على الحدود او في الجمارك او في الضرائب يا ايها المسؤول في مؤسسه مدنيه او غيرها انظر تحت من تعمل واي امر تنفذ وما الذي تؤمر به انظر من الذي تاخذه من بين عياله فتلقي وراء قضبان من الذي تسجر وتحرمه اهله و تحملهم على الفتنه من بعده يا ايها المسؤول لا طاعه لمخلوق في معصيه
الخالق قل لمن فوقك لا يحل وليقل لك من دونك لا يحل لا خير فيك ان لم تفعل ولا خير فيه ان لم يفعل يا ايها الموجه والمربي والاستاذ والمدير في جامعه في مدرسه في كليه في مسجد في مركز في جامعه في جمعيه ايا كان اتق الله في نشئ المسلمين في اطفالهم وينشا ناشئ الفتيان فينا ما عوده ابوه وما دان الفتى بحجا ولكن يعوده التدين اقربه علموا ابناء المسلمين الدين ياكم من ترسخ فيه معاني العنصريه والوطنيه الدين اولى قدموا الاسلام لا تخونوا الله وتخونوا الرسول اياكم ان تخدعوا المسلمين وابناء المسلمين يا ايها الوالد الكريم يا ايتها
الوالد الرؤوم يا ايها المحامي يا ايها الاستاذ يا ايها الطبيب يا ايها المهندس يا ايها العامل يا ايها الموظف الدنيا غراره خداعه حلوتها مره الاخره ومرها حلوه الاخره السرخسي رحمه الله انقل لكم في خاتمه خطبتي الاولى اجماعين عظيمين ينقله السرخسي في كتابه المبسوط والشافعي الصغير الرملي في كتابه نهايه المحتاج قال اجمع اهل العلم انه لا يحل ان يزوج العبد موليته لاعوام الظلمه ونص اسوا على جند الحكام الظلمه لا يحل لانه لا يعد كفا لها في الدين ونقل اجماعا اخر وقال لا يحل لاحد ان يثني ولا يمدح اعوان الظلمه لا
اتكلم عن الظلمه اتكلم عن اعوانهم لا يحل لاحد ان يثني على اعوان الظلمه لما ورد من قال لفاسق يا سيدي من اعان ظالما فقد اعان على هدم الاسلام من قال لفاسق يا سيدي فقد اسخط الذي في السماء اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يهدينا لما يحب يا اقولوا ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفر الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر يقول كبيرتان عظيمتان في الناس كبيرتان عظيمتان في الناس يغفل اكثر الناس عن احداهما اما الاولى فظلم السلاطين
والامراء واما الثانيه والتي يغفل عنها اكثر الناس فعون الظالمين من السلط السلطان والامير عون الظالمين من السلاطين والهراء لما ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم الولاه الظلمه قال ناصحا ومبينا من نبذهم انكر عليهم وتركهم وكره ما جاؤوا به من نبذهم قد سلم ومن [موسيقى] اعتزلهم فقد نجى من نابذ فقد نجا ومن اعتزلهم فقد سلم ومن وقع فيما وقع فيه من امر الدنيا كان معه ومن خالطهم هلك ما اعظمها من نصيحه النبويه من نابذ ام فقد نج ومن اعتزلكم فقد سلم ومن وقع فيما وقعوا فيه كان معهم يوم القيامه ومن خالطهم فقد هلك عرض نفسه
للهلاك وقوله صلى الله عليه وسلم من اعتزلهم فقد سلم يعني سلم من الاثم ومن الحرام الذي يفعلونه لانه لا يخالطهم في لا يفعله لكنه لن يسلم من عذاب الله اذا نزل فاهلك الظالمين من اهل الارض لن يسلم الا من امر بالحق ونهى عن المنكر وبين الدين كما قال الله عز وجل فانجينا الذين ينهون عن السوء هؤلاء الذين لهم النجاه من ننابذهم فقد نجى والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال كما روى الحاكم وغيره والطحاوي وغيره من حديث ابن عمر من حديث غيره امر الله ان يجلد عبد في قبره 100 جده لانه مر على مظلوم يقدر على نصرته فلم يفعل
وهذا احسن اسنادا من الحديث الاخر يقول الله وهو صحيح المعنى وعزتي وجلالي لانتقمن من الظالم وعزتي وجلالي لانتقمن من الظالم ولان تقمن ممن راى مظلوما فقدر على نصرته فلم يفعل كعب بن عجره يقول كما روى احمد وجماعه اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ببعض يده وقال لي يا كعب اعاذك الله من اماره السفهاء فقال كعب يا رسول الله وما اماره السفهاء فقال صلى الله عليه وسلم امراء يجيئون من بعدي امراء يجيئون من بعدي لا يحكمون بما انزل الله لا يستنون بسنتي ولا يهتدون بهدي يظلمون ويكذبون تغشاهم غواش من الناس يا كعب من خالطهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على
ظلمهم ومالهم على باطلهم فليس مني ولست مني ولن يرد علي الم فمن لم يخالطهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يمالئ في باطلهم فهو مني وانا منه وسيرد علي الحض البيهقي في شعب الامام روى عن الحسن البصري رحمه الله انه كان يقول سيكون في هذه الامه اقوام يتفقهون ويقراون القران ثم يقول قائلهم لو اننا اتينا ابواب الصلاتين فانتفع من دنياهم واجتنب نهم بديننا قال الحسن البصري وذلك لا يكون كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك لا يجتنى من ابواب السلاطين الا الخطايا كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك لا يجتنى من
ابواب السلاطين الا الخطايا وصدق الح حسن الم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم من بدا جفى ومن اتبع الصيد غفل ومن اتى ابواب السلاطين افتتن من اتى ابواب السلاطين افتتن سعيد ابن المصيب امام التابعين واسمحوا لي ان اذكر لكم هذه الاثار في خاتمه خطبتي الثانيه يقول رحمه الله كما روى ابن سعد وابو نعيم في الحليه اياكم ان تملوا اعينكم من اعوان الظالمين لم يكن من الظالمين قال اياكم ان تملوا اعينكم من اعوان الظالمين الا ان تنكروا ذلك عليه حذيفه بن اليمان الصحابي الجليل قال لاصحابه كما روى عبد الرزاق في مصنف اياكم ومواقف الفتن قالوا ما مواقف الفتن قال ان مواقف الفتن ان يطلب العبد العلم ثم ياتي السلطان فيقول امره بالحق فلا يامره بالحق ويذكر فيه ما ليس فيه ويقول فيه ما ليس فيه هذه مواقف الفتن امام هذه البلاد امام الشام مكحول الشامي وقف على المنبر يوما فقال للناس ايها الناس ان منادي رب العالمين ينادي يوم القيامه للعذاب اين الظلمه فيقوم الظلمه ثم ينادي اين اعوان الظلمه فلا يبقى رجل حبر لهم دواه او برى لهم قلما او غسل لهم ثوبا او خاط لهم قميصا او قال فيهم ما ليس فيهم الا قم معهم فيحشر ويقذفون في جهنم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابو ذر عباده بن الصامت عبد الله بن مسعود كما روان عنهم البيهقي في الشعب الايمان وغيره ماذا يقوى قالوا قالوا من كثر سواد الحاكم الظالم حشر معه من كثر سواد الظالمين حشر معهم وان العبد ليدخل على السلطان دين فيخرج بغير دين لا يرضيه الا مساخه الله لا يرضي الحاكم الظالم الا مسخط الله وانك لا تجد عالما يحب السلطان الا كان منافقا ولا تجد عالما يحب الاغنياء الا كان مرائيا الخطيب البغدادي روى في تاريخ عن وهيب بن الحسن المكي انه قال رحمه الله والله ان عالم السوء الذي يدخل على السلطان الظالم فلا يغير من ظلمه شيئا لاضر على هذه الامه من
المقامرين والفاسقين الخطيب البغدادي روى في تاريخه عن ابن السمام الاديب الواعظ انه قال لذباب على عذره وهذا ورد عن محمد بن سلمه لذباب على عذره احسن من عالم على باب سلطان جائر الفضيل بن عياض قال كنا نتعلم كنا نتعلم اجتناب الظلمه من الحكام كما نتعلم السوره من القران قبل ان اختم خطبتي يطيب لي ان اقول لا ينتهي عجبي من قوم يقولون كرهنا الاسلام كرهنا الدعوه الى السنه في هذا الزمن لكثره ما نرى من اللحى الفاسده وشيوخ السلطان الفاسدين وانا اقول ردا على هؤلاء لا كثر الله في المسلمين امثالكم من المتخاذلين لا بارك الله في عجزكم وخور اهذا مبلغ حب
الاسلام في قلوبكم الا ان وجد مثل هذا الصنف من العلماء الذين يفسدون على الاسلام جوهره ونظارته وضوه الم يكن هذا حاملا لكم على ان تنبر لخدمه الاسلام ومعرفه الحق والدعوه اليه الا تكونون كما قال عبد الله بن مسعود وطن نفسك ان لو كفر اهل الارض جميعا أثبت انت على الحق فليكثر هذا الصنف انه من الخير للمسلمين ان يكشف امثال هؤلاء القراء وامثال هؤلاء العلماء من الخير العظيم من التوطيه للاسلام المصفى ان يكشف هؤلاء وان يتعرف الناس على المنافقين انه خير عظيم لك ولهذه الامه ان تعرف المحق من المبطل ان المنافسه في فعل الخيرات ماذون فيها لكن خلو القلب منها اكمل فاعمل لله اعمل عملك لله لا يضيرك لو كفر من كفر واسلم من اسلم وامن من امن اصنع ما تصنعه لاجل الله واصبر فان الصبر مفتاح الفرج الم يقل النبي عليه السلام واختم بهذا الحديث وقد اطلت ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا اقول ما تسمعون