قصة هجرة الرسول
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار عباد الله لم ينزل المسلمون الاوائل في عناد من المشركين نكدوا بضعفائهم وعذبوهم وفتنوهم في دينهم 13 عاما من التسلط والايذاء حتى هاجروا الهجره الاولى الى ديار الحبشه فرارا من طهر قريش ثم بعد الرديده اذن الله عز وجل بالهجره الكبرى الى دار طابه وانما اختار النبي صلى الله عليه وسلم المدينه بوحي من الله رااه في اول الامر في منام فاذن لاصحابه بالخروج الى المدينه فخرجوا ارسالا حتى لحقوا باخوانهم الانصار وبدات قوافل المهاجرين وركائدهم مخلفين وراءهم الديار ولوطان والاموال وكل غال ونفيس قمعا منهم بسلامه دينهم واول المهاجرين كان ابو سلمه بن عبد الاسد والاسلام كان قد سبقهم الى المدينه على يد مصعب بن عمير وعبد الله بن ام مكتوم فما من ذلك الا ودخلها شيء من القران وبدا الناس ياتون جاء اعمار ابن ياسر فبلاد بن رباح فسعد بن ابي بقه جاء عمر بن الخطاب في عشرين من اهل بيته وتتابع الناس وحدانا وجماعات حتى لم يبقى في المكه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعلي بن ابي طالب اقاما بامر منه او من حبسهم المشركون قهرا وكرها وهيا ابو بكر راحلتين وجهازا ينتظر متى يؤمر بالخروج وراى المشركون ان الناس يخرجون جماعات وافرادا يلحقون بالاوس والخزرج فتصير داومناعه لهم في المستقبل فعزموا على قتل محمد صلى الله عليه وسلم خافوا ان لحق بهم ان تكون لهم شوكه فقالوا نقتله ويتفرق دمه في القبائل في مكيده كادوها وجاء الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ان لا تبيتن هذه الليله في مضجعك فارسل عليا وانطلق الى دار ابي بكر في النهار في غير الساعه التي كان ياتيه فيها فقال يا ابا بكر اخرج من عندك ان الله اذن لي بالخروج فبادر ابو بكر وسال عن الذي يهمه قال يا رسول الله الصحبه قال الصحبه فبكى رضي الله عنه قالت ام المؤمنين عائشه فما علمت والله ان احدا يبكي من شده الفرح حتى رايت ابي في تلك الساعه يبكي من شده الفرح هاجم السرور علي حتى انه من فرط ما قد سرني ابكاني يا عين قد صار البكاء لك عاده في فرح وفي احزاني ثم خرج من خوخه في دار ابي بكر وكان هذا الحدث في يوم الاثنين في شهر الربيع للاول سنه 13 من بعثته صلى الله عليه وسلم ومرر رجل من المشركين بمن يجلس على باب دار رسول الله قال ما تنتظرون قالوا ننتظروا محمدا قال خبتم وخسرتم لقد خرج من بين ظهر عليكم التراب وقال شاهه الوجور قالوا والله ما ابصرنا والله ما درينا وفيهم ابو جهل واميه بن خلف وعقبه ابن ابي معيط ولنضرب من الحارث وجماعه من المشركين وفيهم انزل الله واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولما علموا ان النبي قد خرج صلى الله عليه وسلم جد في طلبهما واخبار القافع وتتبعوا الاثار نزلوا السهوله والديان وصعدوا الجبال لكن اختلط عليهم الامر وعم الله عليهم السبيل وثبت في الصحيحين ان جماعه منهم وقفوا في منتهى الى غار ثور فقال ابو بكر يا رسول الله لو نظر احدهم اخمس قدميه تحت قدميه لرانا لابصرنا فقال صلى الله عليه وسلم بكل كمال الثقه موجوده في قلب النبي يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا ابا بكر لا تحزن ما ظنك باثنين الله ثالثهما والله العظيم الذي لا رب سواه ان منقبت الصديق في صحبه الهجره تعدل عمل امه ضبه ابن محصنه الفزاري يقول يوما لعمر ابن الخطاب في خلافته والله لا انت خير هذه الامه بعد نبيها نظرت الدموع من اين يوم عمر ما كان عمر يقبل لا يقبل ذلك عمر رجل قرا القران وصحب النبي العدنان وهو ممن ينزل الناس منازلهم انا افضل الامه بعد نبيها اين ابو بكر اذا بكر رضي الله عنه والله ما راى عمر ابا بكر بعد رسول الله الا قال ابو بكر سيدنا را بلالا مر قال هذا سيدنا واعتقه سيدنا والله لا يفضلني احد على ابي بكر الا جلدته حد المفتري وزدت لو كنت شعره في صدر ابي بكر والله لقد كان ابو بكر اطيب من ريح المسك واني لاضل من بعيد اهلي لو وزنا ايمان الامه بايمان ابي بكر لرجح بها ابو بكر اني لارجو ان اكون من الجنه حيث ارى مكانها ابي بكر مد البصر كان يقول لابنته حفصه يا حفصه لا يغرنك ان كانت عائشه اوضا منك انها احب الى رسول الله منك وابوها احب الى رسول الله من ابيك ما كان عمر ليرضى ان يقال انت خير الامه بعد نبيها فقال لنحصل لضبه ابن محصن قال خسئت خير الامه بعد نبيها ابو بكر انه ثاني اثنين اذ هما بالغار والله لليله من ابي بكر ويوم خير من عمر وال عمر وان شاء رضي الله يحدث مندفعا بالبكاء لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليله الغار هاربا خائفا ومعه ابو بكر فكان يمشي امامه وتاره خلفه عن يمينه وتاره عن يسارك يلتفت ويتلفت ويدور من حول رسول الله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول مالك مالك يا ابا بكر ما اعرف هذا عنك فيقول يا رسول الله اخاف عليك لا امن اذكر الطلب فامشي غلبك واذكر الرصد فاجيء امامك اخاف عليك ادور من حولك والله يا رسول الله ان كان من بليه لهو احب الي ان تكون بي دونك فلما بدات تعب على رسول الله ومشي على اطراف ابشع على اطراف اصابعي وحفيت رجلاه قال له ابو بكر اقسمت عليك بالله الا صعدت على كاهدي وحمل رسول الله يمشي تاره ويشتد تارا حتى وصل به الى الله وضعه وقال يا رسول الله لا تدخل للغار حتى استبرا لك الجحره ودخل رضي الله عنه يفتش في الشقوق والجحور يمزق من ذوبك ويغطي في الجحور والشعور وينقم الحجاره كل جحر حتى مد يده في جحر يستبرئ فاصيبت فسال دمه فجعل يتبسم ويقول ان انت الا اصباع قد دميت وفي سبيل الله ما لقيته انها راحه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تيقن من سلامه الغار ادخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضجع فنام وما جاءه النوم من الخوف على رسول الله فافاق صلى الله عليه وسلم فتح عينيه وابو بكر يتلفت فقال صلى الله عليه وسلم لا تحزن يا ابا بكر لا تحزن ان الله معك ما ظنك باثنين الله ثالثهما وجعل عمر يبكي من جديد ويقول والله لهذه الليله خير من عمر ومن ال عمر ليله الغار وفي هذا الشان انزل الله الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقولوا لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكنته عليه وايده بجنود لم تروها لما قال العازب ابو البراء لابي بكر حدثني عن ليله الغار وكيف صنعت في صحبه رسول الله والحديث في الصحيح قال ابو بكر خرجنا فادلجنا في الجلجه مبكرين خرجنا في عتمه الدرجه فحتفنا يوما وليله حتى اظهرنا وقام قائم الظهير فنظرت من بعيد لعلي اجد ظلاويه اليه النبي صلى الله عليه وسلم فما رايت من بعيد الا صخره فاهويت اليها فاذا فيها بقيه ظل فسويته بيدي وفرشت له فروتي وقلت الضجع يا رسول الله فنام صلى الله عليه وسلم وقمت اتلفت خشيه الطلب فرايت راعيه غنم من بعيد يريد من الصخره ما نريد فاتيته فقلت غلاما انت قال انا غلام وسمى رجلا من قريش اعرفه فقلت افي غنم كلبا فقال بلى فقلت اانت حالب لي فقال بلى فاشرت الى الى شاه فاعتقلها فقلت انفضت غبار عن ضرعها فنفض الغبار عن ضلعها قلت الغبار عن يديك فنفض الغبار عن يديه وضرب بعضهما ببعض ثم اخرجت اداوه على وجه اخر على فم اخر وقل تحلب لي فحلب دينك وصببت على اسفلها الماء حتى بردت واتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوافيته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب صلى الله عليه وسلم حتى اذا انتهى قال ابو بكر يا رسول الله اان الرحيم فقال انا الرحيم فاقسم عليه فحمله حمله وحدث بقيه الحديث كما سمعته وايت من الظفر بهما فوضعت اديه الكبرى لمن احضرهما وانطلق الناس يطمعون في النوال وربك العاصم من اهل الضلال ما ادركهما الا رجل اسمه سراقه ابن مالك بن جعشم وكان خبيرا في الارض لما راه ابو بكر قال يا رسول الله ادركنا الطلب قال لا تحزن فلما دنا صراخ قال ابو بكر يا رسول الله الطلب وبكى قال يا ابا بكر لا تبكي ابكي ان الله معنا فلما كان قدرا رمحين قال صلى الله عليه وسلم اللهم اكفناه بما شئت فساخت قوائم فرسه في الصخر الصلب ووقع سراقه وتبع الفرسه وعلم ان ذلك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فنادى بالامان فامنه صلى الله عليه وسلم فقال والله يا محمد لا اعميا عليك من كان ورائي فقال صلى الله عليه وسلم اذا لاعطينك سواري كسره خرج خائفا يترقب ويعد بسواري كسرى انه ملك اعظم امبراطوريه واعتى مملكه في ذلك الزمان يعده بسواري وفي خلافه عمر تسقط الفارس ويؤخذ كنز كسرى ويجاء بالسوارين ويراهما سراقه فيستهل باكيا ويقول يوم وفاء وبر صدق محمد صلى الله عليه وسلم ويعود الصراط يعمي على رسول الله ويسال بعد ذلك فيقول لابي جهل ابا حكم لو كنت شاهدا لامر جوادي اذ تسوخ قوائمه ولم تشكك بان محمدا رسول وبرهان فمن ذا يقاومه ويقف صلى الله عليه وسلم على ما شارف مكه انها الديار التي نشا فيها انها ارض الله الحبيبه فيعلم الامه ان الدين مقدم على الارض والعرض يا دعاه الوطنيه تعلموا ثوابت يقول صلى الله عليه وسلم وهو ينظر لمكه والله انك لاحب البلاد الى الله ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجتم ويمر في هجرته صلى الله عليه وسلم على خيمتي ام معبد الخزاعيه امراه كريمه لكنه كان زمان جدب فيمر صلى الله عليه وسلم وتنظر الى وجوههما فتعرف ان القوم اعوج ما يكونون الى القرار لكنها كانت سنه شهباء والشاء عازب فنظر صلى الله عليه وسلم فاذا في كسر خيبتها غنمه لضالتها عجزت ان تلحق بالغنم اصابها من الجهد ما اعجزها ان تلحق بالغنم فقال صلى الله عليه وسلم استاذن ان احلب الغنم فقالت بابي انت وامي يا طيب الوجه ان رايت فيها حبا فحلبها فجاء صلى الله عليه وسلم ومسح على ضرعها بيده وقال بسم الله ودعا فتفاجت ودرت باللبن حتى حلب في اناء وعلته الرغوه فشربوا جميعا وهلموا وملا لها الانيه وولى صلى الله عليه وسلم جاء زوجها بعد ذلك فسال من اين الحلوب ولا حدوب من عين اللبن ولهلبه عندك قالت مر بي رجل كان من شانه كذا وكذا فقال زوجها والله لهذا هو الرجل الذي اجتمعت عليه قريش باقطارها عباد الله وكان الانصار في المدينه يترقبون وصول النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم يخرجون من الصباح عند الحر ينظرون فلما راه رجل جاء من بعيد كبر الناس وسمع تكبير في ارجاء الجبل حتى ارتج الجبل في التكبير ونزل الناس مع سلاحهم واستقبلوا نبيهم وحيوه بالنبوه واطافوا به ينظرون والسكينه تغشاه والوحي ينزل عليه هو الذي ايدك ايده الله ايده الله بجنود من عنده ايده الله بالملائكه فلما راى الناس ذلك حمله صلى الله عليه وسلم الى ديارهم واسس صلى الله عليه وسلم بنيانا يقوم على التوحيد والعدل والرحمه وغزت جيوش الاسلام العالم اجمع وعاد بعد ذلك فاتحا الى المدينه واعز الله جنده ورفع عنهم اللهم والهم والله غالب على امره وللعيد الله عزه ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون اقول ما تسمعون استغفر الله لي ولكم فاستغفرون الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين عباد الله اعظم الهجره هجروا العبد للشرك وانواعه ان يترك الذنوب والاثام هجر الفساد والعيوب ان يخطوا بعيدا عما تعودت نفسه من الشهوات الحرام علمنا هذا الاصل نبينا صلى الله عليه وسلم يقف بين اصحابه في المسجد ويقول الا اخبركم بالمؤمن المؤمن من امنه الناس على انفسهم واموالهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمجاهد من جاهد نفسه وهواه في طاعه الله والمهاجر منهجر الخطايا والذنوب والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب هجره العبد للعصيام تكون قبل هجره الاوطان كف النفس عن الحرام يكون قبل حال للسيوف للعدو من عجائب هذا الزمان انك ترى الرجل يرفع عقييرته بالانكار على الشيوخ والخطباء يطالب بخطب ومواعظ ملتهبه سياسيه رنانه للسب على الملوك والتعريه الانظمه شانه في ذلك شان ما يطلبه المستمعون ويدعو فيقول اللهم لا تمتنا حتى نصلي صلاه في المسجد الاقصى ثم هو لم يشهد صلاه واحده في مسجد حيه سبحان الله والله الذي لا اله الا هو لن نشم ريح العزه والكرامه حتى نهجر الذنوب والخطايا ونغير من شاننا من خان في حيه حي على الصلاه حي على الفلاح سيخون يوما وهو سائر الى الاقصى حي على الجهاد حي على الكفاح من اراد الجهاد فليبدا بجهاد نفسه ره شاب اراد الغزوه في عهده عبد الله بن عباس وهو جهاد شرعي لا تشوبه شائبا فامسك به ابن عباس وقال له ايها الشاب ابدا بنفسك فغزها ابدا بنفسك فغزها ابدا بها فجاهدها ثم جاهد العدو وكفى ببارقه السيوف على رؤوس الشهداء فتنه الجهه الهجره يا عباد الله لا تنقطع الهجره كالجهاد من ضيق عليه في دينه في دعوته وتوابته وقواطعه وفتن يجب عليه ان يخرج من دياره الى ارض يستطيع ان يقيم فيها دينهم وان يثبت على الحق ولو اقتضى ذلك ان يضحي بكل غال ونفيس من الاموال والارض وما يملك من ادى لله ادى الله له ان اردت ان تعرف مالك عند الله فاريه جل وعلا ما له عنده والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا هاجر قبل ان تفتن مع المفتونين وقبل ان يزيغ قلبك فتكون من الظالمين الذين تتوفاهم الملائكه وقد ظلموا انفسهم تقول لهم ما كنتم فيه من الظلم والعصيان فيما كنتم فلا حجه لهم الا ان يقولوا كنا مستضعفين في الارض فترد عليهم الملائكه هذه الحجه تقول الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها هاجروا الارض الحرام هذه الامه ان لم تقدم دينها على دنياها سترتع في الحضيض ويبقى النفس من تحت نعال اليهود والامريكان لابد ان نقدم لديننا وهذا في حق القادرين الهجره في حق القادرين اما النساء والولدان ومن لا يستطيع حيله فامره الى الله يا امه الاسلام المستضعفه المنهكه المتفرقه يا ايتها الامه المجلله بالفواجع والماسي ما لك افي الله شك افي الله شك يا اخواننا من كان مع الله كان الله معه ومن كان الله معه فمن عليه قريش بقضها وقضيضها ورشدها واخوياها بمؤتمراتها واستنثارها واعوانها لم تقوى على رجلين ايدهما الله ورزق كمال الاعتماد عليه الصبر واليقين اجتاحوا التمكين انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يا عباد الله لا تياسوا من روح الله لا تهنوا ولا تحزنوا انتم الاعلون بشر ان كنتم مؤمنين دروس الهجره وعبرها كثيره الصدق والاخاء كمال الاتباع والطواعيا لامر الله ورسوله حمايه السنه وحمايه صاحبها الوفاء الصحبه الصالحه حسن التخطيط والاخذ بالاسباب مع التوكل على رب الاسباب احكام البدايات سلامه النهايات ومن حرم الاصول حرم الوصول ويطيب لي ان اختم خطبه الثانيه بالتنبيه على فضل ابي بكر مره اخرى ان حادثه الهجره من اكرم الدلائل على علو منزله هذا الانسان عتيق الله من النار في الدين تدل الحادثه على كرامه ابي بكر فان المسلمين جميعا مجمعون وان رغمت انوف الشيعه الروافض على ان صاحب النبي في الغار هو الصديق الاكبر لا يجحد هذا الا من رد على الله امره لهذا لما وقعت البيعه لابي بكر في حادثه السقيفه قال له الناس ابسط يدك نبايعك على الاسلام ابسط يدك فانا قرانا القران ثاني اثنين اذ هما في الغار استدلوا بالقران ثاني اثنين اذ هما يدك قال ابو بكر لست اتقاكم ولا اقواكم اقواكم عمر واتقاكم سالم مولى ابي حذيفه قام عمر وقال يا ابا امدد يدك امدد يدك انا قرانا القران امدد يدك انا قرانا القران اذ هما في الغار من هما اذ يقول لصاحبه من هو لا تحزن ان الله معنا من هما ابسط يدك فمد يده فما يعود كان علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول في ايه واحده الله اهل الارض جميعا الا ابا بكر عاتب اهل الارض جميعا الا ابا بكر قال الا تنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا ثانيه اثنين اذ هما كل احد دخل في المعاتبه الى الصديق واذ ذكره الله في هذه الايه بالصحبه والتاييد والهجره ونزول السكينه والمعيه من الله ذكره في ايه اخرى بالفضل فقال ولا ياتلي اولو الفضل منكم في حادثه مصلح ابن اساسه اتفق العلماء ان هذه الايه نزلت في الصديق ووصفه الله في ايه اخرى بانه رضي عنه ووعده بالجنه وزكى اخلاصه وقلبه كان الصديق يشتري الضعفاء ويعتقهم يخاف على دينهم حقا يا اخواني حقا ان هذا الرجل وقر في قلبه ما لم يكن في مثله في قلب احد من اهل الاسلام بعد الانبياء والمرسلين كان يشتري الضعفاء ويعتقهم قال له ابوه بلغني انك تعتق رجالا ضعافا يا بني ان كنت ولابد فاعلا فاعتق رجالا جلدا يحوطونك ويحمونك ويمنعونك فقال يا ابتي اني اريد ما اريد اني اريد وجه الله الضعيف لا يلتفت اليه احد اني اريد وجه الله ان اعتقت الضعيف ماذا انتظر منه لا انتظر منه رد معروف ولا نوال ولا نعون انا افعل ذلك لوجه الله لكي لا يكون في قلبي ونفسي مطمع الا مرضاه الله وحمايه دين الضعفاء اني اريد ما اريد فانزل الله جل وعلا على قلب نبيه وما لاحد عنده من نعمه تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولا سوف يرضى ما نزلت الا في الصديق قال عبد الله بن مسعود والله الذي لا اله الا هو لقد نزل على قلب محمد في ابي بكر والذي جاء بالصدق وصدق وصدق به الذي جاء بالصدق محمد والذي صدق به ابو بكر حديث اختم به خطبتي وارجو انني ما عطلت يقول ابو الدرداء كما روى البخاري وغيره كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابو بكر من بعيد يجر ثوبه فقال صلى الله عليه وسلم ان صاحبكم قد غامر لا حاء انسانا وخاصمه فلما وصل ابو بكر وصل باكيا وقال يا رسول الله يا رسول الله انه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء من الملاحات والمخاصمه مما يكون بين الناس فاسرعت اليه بكلمه وندمت عليها فسالته ان يغفرها لي فابى قلت اغ فرها فابى علي ولم ازل اقول اغفر هذه حتى تحرز مني في ذلك وها انا قد جئت اليك لان النبي يستغفر له صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك يا ابا بكر يغفر الله لك يغفر الله لك وقعد ابو بكر باكيا فجاء بعد بعد قليل عمر خرج جاء دار ابي بكر اثم ابو بكر قالوا لا فجاء نجلس النبي عليه الصلاه فلما راه رسول الله اشاح بوجهه فقام عمر وجلس امام رسول الله فاشاح النبي عليه السلام بوجهه مره اخرى فجعل عمر يبكي وقال يا رسول الله وما خير عيشي في الدنيا ان انت اعرضت عني قال يا عمر انت الذي يسالك اخوك المغفره فلا تفعل فقال يا رسول الله والذي بعثك الينا بالهدى ما من مره سالنيها الا وانا اغفرها له وما من احد يمشي على الارض بعدك هو احب الى قلب منه لكنني اردته ان لا يعود ان لا يعتاد هذه العاده وان لا يعود للخطا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر ان الله بعثني اليكم فاعرضتم عني وواساني باهله وماله كذبتموني وصدقني فهل انتم تاركوا لي صاحبي فهل انتم تاركوا لصاحبي فهل انتم تاركوا لصاحبي وجعل يكررها وعمر يبكي حتى قام ابو بكر وقال يا رسول الله انا كنت اظلم انا كنت اظلم فسكن صلى الله عليه وسلم فما اوذي الصديق بعدها ابدا اللهم انصر الاسلام والمسلمين اللهم من اراد بهذا الدين خيرا توكلت لكل خير ومن اراد به غير ذلك فخذوا اخد عزيز مقتدر اللهم وفق ملك البلاد للحكم بالكتاب والسنه واقم الصلاه