ثبات العلماء على الحق – ٣
خطبة الجمعة
الشيخ عمر بن إبراهيم أبو طلحة
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار روى الحافظ ابو يعل في مسنده والطبراني في معجميه الكبير والاوسط وابن خزيمه ايضا في كتاب التوحيد وجماع ان امير المؤمنين معاويه ابن ابي سفيان رضي الله عنه خطب في الناس فذكر امرا ينكره السامعون فقام رجل فرد عليه قوله فسر بذلك معاويه وفي روايه حيي بن هانئ ابي قبيل قال خطب فينا معاويه يوم الجمعه فقال المال مالنا والفيء فيئنا من شئنا اعطينا ومن شئنا منعنا ثم التفت الى الناس فما رد عليه احد فلما كان في الجمعه الثانيه قال مثل مقالته تلك فما رد عليه احد فلما كان في الجمعه الثالثه قال مثل مقالته تلك فقام رجل من الصحابه ممن شهد المسجد فقال قال كلا والله بل المال مال الله والفيء فيء الله وان حلت بيننا وبين حقنا حاكمنا باسيا فسر بذلك معاويه واكمل الخطبه ولما انتهى وصلى في الناس ودخل داره ارسل للرجل فخاف الناس ثم اذن لهم معاويه فدخلوا فوجدوه قد اجلسه معه على سرير الملك وقال للناس ايها الناس ان هذا الرجل احياني احياه الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون فيكم امراء يقولون ما تنكرون فلا يرد عليهم يتقا حمون في النار ك تقام القرده فخشيت والله ان اكون من اولئك الامراء فلما رد هذا علي احياني احياه الله هذا الحديث قال فيه الحافظ الذهبي في كتاب تاريخ الاسلام اسناده حسن وحسنه شيخنا الالباني رحمه الله تقحم في النار لان الامام قال كلمه منكره ولان الناس ما ردوا عليه اذا سكت الناس دل على فسادهم ودل على فساد الحكام فاستحقوا ان يتقا حموا في النار كتقرا معاويه بن ابي سفيان صحابي جليل كاتب الوحي خال المؤمنين اجل ملك في هذه الامه وكان يحب الوقوف عند الحق ويعمل به اذا بلغه وانتهى الى مسامعه خرج مره رضي الله عنه كما روى احمد والنسائي والترمذي وابو داوود الى حرب الروم ومعه جيش جرار في زمان عهد فلحقه عمرو بن عنبسه رضي الله عنه فقال له امام جنده يا امير المؤمنين الوفاء لا الغدر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحل عقده ولا يشدها حتى ينتهي امد العهد فقال معاويه رضي الله عنه والله ما سمعنا الا الساعه واذ قد بلغنا فسمعا وطاعه وامر الجيش كله فرجع بل روى الدولابي في كتاب الكنى وابن عساكر في تاريخه باسناد حسنه شيخنا الالباني عن ابي المعطل مولى بني كلاب قال جاء رجل من اصحاب النبي النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابو مريم فاراد ان يدخل على معاويه فوجد الناس مكتظ بباب دار الخلافه فاستاذنتها الحفير بعيدا تذكر حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فحث راحلته من جديد ورجع الى معاويه ووقف بين الناس وقال ايها الناس اليس فيكم رجل رشيد يدخل على امير المؤمنين فيقول له اخوك ابو مريم بالباب فدخل رجل فاخبر معاويه فغضب وقال علام لا تاذن له ثم امر ان يؤذن له في الساعه فلما دخل ابو مريم هش له معاويه وبشه وقال ها هنا ها هنا ابا مريم واجلسه على سرير الملك فقال ابو مريم يا معاويه والله ما جئتك طالب حاجه ولكنني بعد اذ رحلت عنك ردني اليك حديث تذكرته سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ايما امير اغلق بابه دون ذوي الحاجه الا اغلق الله ابواب السماء دون حاجته فلما سمع معاويه كب يبكي وقال اعد علي حديثك فاعاد فعاد معاويه يبكي مره اخرى ثم قال ادعوا لي سعدا وسعد هذا هو الحاجب والبواب فلما دخل سعد قال يا ابا مريم اسمعه الحديث الذي اسمعتني فاسمع اياه قال يا سعد اني اشهد الله اني خلعتها من رقبتي وهي في رقبتك اذا استاذنك احد للدخول علي فاذن له كائنا من كان ويقضي ربي على لساني ما شاء وقاف عند الحق يحب من قال له اخطات روى ابن ابي شيبه باسناد صحيح عن ابن عون ان الناس كانوا يقولون لمعاويه والله لتستقيم او لنقوم منك فيقول وقد ملئ حلما وعلما بما تقومون فيقولون بالخشب فيقول اما في الخشب اما بالخشب فنعم نستقيم ويسكت الناس قال له ابو مسلم الخولاني مره كما في كتاب فضيله العادلين من الولاه لابي الولاه لابي نعيم قال له يا معاويه انما انت قبر من القبور انما انت قبر من القبور ان اتيت بخير فهو لك واياك ان يذهب حيفك بعدلك ف فكى معاويه وقال صدقت يا ابا مسلم يرحمك الله في مره جلس رضي الله عنه مع وزرائه فاستشارهم في الحكم بن عمرو وكان الحكم قد عصى اميره زياده فقالوا له اصلبه وقطعه ليتعلم الناس من ورائه تعجب معاويه وغضب وقال لا بئس الوزراء انتم والله لوزراء فرعون خير منكم قالوا له ارجه اخاه وانتم تقولون قطعه اتريدون مني ان اعمد الى رجل قدم كتاب الله على كتابي وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على سنتي فافعل به وافعل لا والله لاجمل له لاحسن الشاهد خاف معاويه ان لا يرد عليه وهذه سنه السلف ابن النحاس الدمياطي في كتابه المشهور تنبيه الغافلين عن اعمال الجاهلين قال كانت سنه الصحابه سنه السلف الاعلان بالنك ولو تعرضوا للاخطار وافتدى بذلك المهج والنفوس ليبينوا دين الله وهذا تعرض للشهاده فان من اكرم مقامات الشهاده ان يقوم العالم للظالم من الحكام فيقول هذا فعلت فيه وفعلت فيامر بقتله ثم قال ابن النحاس عن زمانه يتكلم عن زمانه واما العلماء في زماننا فاخرسكس فاخرسكس الحكام قال ابن النحاس وانما فساد الرعيه من فساد الملوك وفساد الملوك من فساد العلماء وفساد العلماء من وراء الطمع في مناصب الدنيا قال شيخ الاسلام ابن تيميه اذا كان الملك يقبل النصيحه وعرف منه الانقياد للحق فلا يحل للعالم ابدا ان يسكت عن بيان الحق لا يحل للعالم ان يسكت عن بيان الحق واذا كان الملك لا يقبل ويخاف الانسان من بطشه فلينكر المنكر لذاته لا تواجه الملك وتخير احسن الالفاظ وتلطف وترفق لكن لا تسكتني للناس صيانه منك لدين الله وهذا شيء شان كان يحبه السلف عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي عنه الائمه الكبار ابن المبارك في الزهد والبخاري في التاريخ وابن ابي شيبه في المصنف وجماعه ان محمد ابن مسلمه الصحابي والنعمان بن بشير وحذيفه ابن اليمن قالوا له قالوا لمن قالوا لعمر لعمر قالوا له والله يا امير المؤمنين لانن ملت بنا عن الحق لنقو منك كما نقوم السهم اذا اعوج والله لا نسكت عن باطل او منكر يقال على لسانك ففرح عمر وقال الحمد لله الذي جعلني في قوم ينكرون علي اذا انا ملت عن العدل بل روى ابن ابي شيبه انه قال مره لجلسائه يمتحنهم عمر يقول لجلسائه لو انني ترخصت فيما لم ياذن الله به فما انتم فاعلون فما كنتم تفعلون فقالوا له والله اذا لنعدل نك لنقوم منك كما نقوم القدحه ففرح وقال الحمد لله الذي جعلني في قوم اذا ملت عن العدل عدلوني كانوا يحبون هذا يحبون ان يقوم العالم افضل العلماء واحسنهم قربا من نصيحه الوالي اذا راه ظلم من قام اليه فنصحه ربما يكون لهذا الحاكم او المسؤول المسؤول عذر لا نعرفه الواجب ان نبين الحق وان نامر بالمعروف نتلف ونجتنب الفتن ولا نجيش الناس على الحكام ولا نجرم على الولاه ولكننا لا نسكت عن المنكر لابد من بيان الحق في كل مقام يقوم فيه الانسان لا سما اذا كان العالم ممن يشار اليه بالبنان ها هو نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لنا كما في الصحيح من حديث ابن مسعود سيكون فيكم ائمه يقولون ما تنكرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم لسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبه خر سبحان الله الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه على الاربعين النوويه يقول وانكر الامام احمد هذه الكلمه استنكر ان تكون هذه لفظه الحديث فمن جاهدهم بيده ووردت عنه روايه انه قال لا حرج فيها وهو الصحيح ابن رجب يقول وهو الصحيح ولا وجه لانكار لان الانكار باليد لا يستلزم حمل السلاح يا اخواننا قال ابن القيم شرط الانكار على الحاكم الظالم ان لا نحمل السلاح شرط شرط ان لا نحمل السلاح هذا الذي علمنا الصحابه رضي الله عنهم قال شيخ الاسلام ابن تيميه وكثير يشتبه على الناس الانكار على الوالي الظالم بحمل السلاح فالاول مشروع والثاني ممنوع البزار روى باسناد صحيح وابو عمرو الداني والبيهقي وجماعه ان ابا البختري قال لحذيفه بن اليمان ما اجمل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال له حذيفه نعم ان لم يكن هناك سلاح صحيح لكن دون الفتنه والقتل وسفك الدماء ان لم يكن هناك سلاح وروى نعيم بن حماد في الفتن ان ابا شريح اليعفرية على ان لا تحملوا السلاح نعم انا امضي معكم وانهى عن المنكر على ان لا تحمل السلاح قال رجل لابن مسعود كما روى ابن عبد البر وابن وضاح القرطبي في كتابه ما جاء في البدع قال لابن مسعود هممت ان احمل سلاحي سيفي فاضرب به يمينا ويسارا حتى لا يعصى الله فقد كثرت كثرت المنكرات فقال له ابن مسعود الق سلاحك وتعال اقعد معنا في الحلقه وتعلم العلم تعلم تعال تعلم العلم فان من انكر المنكر لا يحمل السلاح الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمته لسفيان الثوري تعرفون ماذا يقول قال كان سفيان الثوري على طريقه السلف لا يسب الملوك ولا يحمل السلاح ولا يرى راي الخوارج ولا يسكت عن المنكرات ينكر على الملوك لا يحمل السلاح وينكر على الملوك هذه طريقه سلف من قال ان ندعو لتاج فتنه وتجييش الناس و وتحريضهم على الولد من قال ان هذا ليس من دين الله عز وجل بينت لكم بوضوح ان النبي صلى الله عليه وسلم بايع الناس على السمع والطاعه في المنشط والمكس وعلى اثره علينا مع مبايعته لهم ان ينكروا المنكر وان يقولوا الحق حيث كانوا لابد ان نجمع بين الامرين وعلى هذا كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين يدي ختامي لخطبتي الاولى اقول يا اخواننا لو ان الحاكم في زمان ما او السلطان كان يعرف عنه الانقياد للحق ويسمع فلا يحل للعالم ابدا ان يسكت عن باطل قاله بلسانه حتى لو اقتضى ان يخشن له القول ويغلظ لا يحل السكوت ان كان هذا الحاكم لا يسمع ولا يطيع بل لا تستطيع الوصول اليه ولا تراه الا في الصور في الشوارع ولو انك وصلت ليسمع من امثالك وتخشى بطشه وشدته وتخشى من الكلام على المنابر ان تهيج الناس ويفهم من هذا الفتنه فانه يسعك السكوت تبين انكار المنكر في غير ما يهيج الفتنه لكن لا يحل لك ان تسكت مطلقا لا يحل السكوت مطلقا لا يجمل بالعلماء ومن عرفوا بالديانه ان يسكتوا مطلقا ليس الدين ما شرعه السلطان ولا ما سنته احكام الحكام ليس الدين ما قرره برلمان دوله ما ولو سميت بالاسلام الدين ما جاء عن لله وما جاء عن رسوله يجب ان ننكر المنكرات اختم لكم بخبر ضبه ابن محصن العنزي والله انه خبر مؤثر ضعف اسناده رواه البيهقي في الدلائل والاسماعيلي المستخرج وجماعه وضعف اسناده الا ان شيخ الاسلام ابن تيميه اورده واستدل به في كتابه منهاج السنه واستفاد منه وقال وهو من اشهر الاحاديث وحسنه الشيخ الاسلام الثاني ابن القيم وابن كثير ايضا ضبت ابن محصن سمع والي المسلمين على المنبر يقول كلاما يوهم الخطا يا الله الى هذا الحد كان الصحابه ينكرون الوالي هو ابو موسى الاشعري من الذي وضعه عمر بن الخطاب وقف ابو موسى الاشعري فخطب الجمعه حمد الله واثنى عليه ثم اثنى على على عمر فاوه ان عمر خير من ابي بكر لم يذكر الصديق وذكر الفاروق فقام ضبه ابن محصن العنزي وقال م لك لا تذكر الصديق ما لك لا تذكر صاحبه وتفضله عليه فغضب ابو موسى وكرر ذلك في جمعتين وفي كل مره يقوم ضب وينكر عليه فمحاه ابو موسى وكتب لعمر فقال عمر ارسله الي فلما وفد ضبت على على عمر دخل عليه قال مرحبا انا فلان قال عمر لا مرحبا ولا اهلا قال اما المرحب يا امير المؤمنين فمن الله واما الاهل فانا لا اهل لي ولا مالي باي شيء استحللت اشخاص من تلك الديار اليك قال لانك وقع بينك وبين عاملي لما شجر بينك وبين ابي موسى فقال انا احدثك يا امير المؤمنين رقى المنبر وخطبه فذكرك ولم يذكر الصديق وكان ينبغي ان يقدم الصديق عليك هذا مقام بيان يخشى من هذا الفهم الخاطئ ان يقدم عمر على الصديق تعرفون ماذا فعل الصديق الفاروق لما سمع اندفع يبكي اندفع يبكي وصار يرتجف وكان قائما فقعد و قال والله لانت ارشد منه واوفق والله لانت ارشد منه واوفق وكان ينبغي ان يدخل ان يذكر الصديق والله لليله من ابي بكر ويوم خير من عمر وال عمر اغفر لي يا اخي قال غفرت لك يا امير المؤمنين واندفع عمر يبكي وارسل الى ابي موسى ان عد عما كنت تفعل قولوا ما تسمعون استغفر الله لي ولكم استغفر الحمد لله رب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين عباد الله ابو الوليد عباده بن الصامت صحابي جليل بدري احدي عقبي شجري من النقباء هذه كما يقال هي نياشين الفخر والعز احد من تمنى عمر ان تمتلئ د بهم ليستعمل في اعلاء كلمه الله لما تولى يزيد بن ابي سفيان على الشام كتب لعمر ارسل الى الشام رجلا يعلم اهلها القران ويفقههم في دين الله تعرفون ماذا فعل عمر ارسل عباده بن الصمت قال هذا يعلم القران يفقه في دين الله طاف عباده في اهل الشام نشر السلفيه الصافيه في المجامع والمساجد والاسواق والمجالس والبيوت كان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر لا تمنع هيبه احد ان يقول الحق حتى ان الطبراني روى والبيهقي وابن عساكر وجماعه رووا ان معاويه ابن ابي سفيان خطب الجمعه فرق المنبر فقال وهو على المنبر لا حرج ان تفروا من الطاعون معاويه اخطا لم يبلغه الحديث ذكر الفرار من الطاعون وهو على المنبر ماذا فعل عباده قام عباده بن الصامت وقال يا اميرنا يا معاويه والله لامك هند اعلم بما تقول منك اي شيء هذا فغضب معاويه وكان حليما فمضى في خطبته ونزل وصلى ودخل داره وارسل الى عباده فلما دخل عباده عليه قال يا عباده اما تتقي الله وتستحي امامك تجرئ الناس علي فقال يا معاويه لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعنا على ان نقول الحق حيث كنا وان لا تاخذنا فيه لومه لائم قال صدقت هاتي ما عنده فاسمع حديث الفرار من الطاعون فقال معاويه ما سمعته الا ساعه فلما كانت العصر خرج فصلى في الناس صلاه العصر ووقف واتكا على قائم المنبر وقال ايها الناس كنت حدثتكم حديثا وانا على المنبر ثم سمعت من عباده حديث النبي صلى الله عليه وسلم فاسالوه فهو افقه في هذا مني عباده كان لا يسكت ابدا في مره كما يروي الطبري والخطيب وابن عساكر ذهب مع ذهب مع معاويه ابن ابي سفيان الى بعض المعسكرات الى معسكر له فقا رجل في ذلك المعسكر فجعل يمدح في معاويه يمدح فما كان من عباده الا ان اخذ حفنه تراب ورماها في وجه الرجل وفي فمه فغضب وغضب معاويه فامسكه فقال عباده يا معاويه بايعنا رسول الله ان نقول الحق حيث كنا وان لا تمنعنا هيبه احد منه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا في افواه المده حين التراب وهذا مدحك من غير سبب من غير حاجه مدحك حثو في وجه التراب ها على هذا بايع رسول الله الله اكبر يقول مره لمعاويه والله يا معاويه لم يبلغ قدرك عندي ان اخافك في الله لا انت اصغر عندي من ان اخافك في الله في مره في غزاه من الغزوات غنم الناس الذهب والفضه فصاروا يتبايعون اناء الفضه باناء ونحو ذلك وسالوا معاويه قال بيعوا لا حرج في هذا البيع بلغ ذلك لعباده غضب وخرج الى الناس في المجامع والاسواق والبيوت والمساجد يجمعهم وينادي ويقول ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا عباده ابن صامت انا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا بيع الربا سمعت رسول الله ينهى عن هذا البيع ويقول يدا بيد وهاء بهاء سواء بسواء في الذهب والفضه وينهى الناس عن هذا البيع هذا انكار على على الحاكم في غيابه هذا انكار على الحاكم في غيابه لان المنكر لا يجوز السكوت عنه بلغ ذلك لمعاويه ارسل اليه فادخله عليه قال يا عباده لان كنت صحبت رسول الله وسمعت منه فانا ايضا صحبت رسول الله وسمعت منه ما هذه الاحاديث التي تحدث بها قال سمعت رسول الله يقول كذا وكذا فقال معاويه لا تحدثن بهذا الحديث فقال له عباده والله لا احدثنيك لا والله لا اسكت عن حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابدا فقال يا عباده انني لا ارى في هذا البيع باسا انا اختياري انه لا باس في هذا البيع فقال عباده اقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لي لا ارى به فيه باسا والله لا يقلني معك سقف ابدا وخرج من عنده مغضبا فلما كانت الجمعه رقع معاويه على المنبر وقال ما بال رجال يحدثون باحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدنا وما سمعناها فقام له عباده امام الناس انكر في غيابه وانكر في محضره قال يا معاويه والله انها اح حديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لنحدث بها وان رغمت انوف وانوف ولنبينه دين الله ولا يضيرني ان اصحبك بعد اليوم ابدا قال اذا لا تساكي في الشام قال لن اساكن وارتحل عباده من الشام بعد ان ارسله عمر اليها لما وصل الى المدينه راه عمر وبلغه الخبر غضب قال ارجع الى الشام عمر يقول ارجع ال الشام لا امره لاحد عليك قبح الله ارضا ليس فيها امثالك عد وامر بالمعروف ونه عن المنكر وكتب لمعاويه ان القول ما قاله عباده وعاد الى الشام واستمر ينشر السلفيه الصافيه وبقي على ذلك الى خلافه عثمان كان يكثر الانكار تعرفون جاء الناس مره لابي هريره قالوا له الا تكف عنا صاحبك انه في الليل ليس له عمل الا القعود في المساجد ينكر علينا واما في الغدوات فيروح الى الى الاواق فينكر على اهل الذمه وعلينا متاجر فجاءه ابو هريره قال له يا عباده الله عز وجل يقول تلك امه قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم فخل وعملهم والله يحاسبهم فقال له عباده يا ابا هريره انك لم تكن معنا لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعناه على شيء لن اتركه حتى الق ربي بايعناه على السمع والطاعه في منشطنا ومكسل وفي اثره علينا وبايعناه على ان نقول الحق حيث كنا وان لا تاخذنا فيه لومه لائم وان لا تمنعنا هيبه احد من بيان الدين فسكت ابو هريره وعاد وباد ينكر فما كان من معاويه الا ان كتب لعثمان اما ان ترحل عباد اليك واما ان تخلي بينه وبين الشام والله لقد افسد اهل الشام علي معاويه يقول فبعث معاويه عثمان بعث عثمان لعباده تعال الى المدينه لما قدم عباده الى المدينه دخل على مجلس عثمان وعنده بعض السادات المهاجرين والانصار وبعض التابعين اسمعوا يا عباد الله اسمعوا غاظ منا ان نقول متمسل فه الزمان قح الله الجهل واهله لما دخل عباده على عثمان قال له عثمان يا عباده انا وانت صاحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك ولنا فقال يا امير المؤمنين لقد سمعت رسول الله ابا القاسم محمدا صلى الله عليه وسلم لقد سمعت رسول الله ابا القاسم محمدا صلى الله عليه وسلم يقول سيكون عليكم امراء يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون الا وانه لا طاعه لاحد في معصيه الله فلا تتعلل بربكم لا تتعلل بربكم لا تجعلوا عله طواعيه الحكام في تلك المعاصي بان ربكم اذن لكم فان الله بريء من المعاصي و اهلها ضعف الحديث وحسنه جماعه منهم الذهبي وابن كثير وذكره شيخ الاسلام ابن تيميه والقدر المرفوع منه صحيح بلا شك يا اخواننا على اي شيء تغضبون منا وترم ونا بالتهم الفاس فاسده السلفيه شعارنا ودثار وشرف شرفنا واليها ننتمي ومن الله علينا بها اننا ننكر على جماعه يلصقون بالسلفه جهلا ما ليس منها ويحاربون من وراء جهلهم وفهمهم لا من وراء الحق المنزل مشايخنا الذين ادركنا عليهم العلم شيخنا الالباني الشيخ ابن باس الشيخ العثيمين الشيخ العباد الشيخ الوادعي مشايخنا قرروا انه يجوز الانكار على الحاكم عللا او سرا وتراعى في ذلك المصالح والضوابط الشرعيه لابد ان يدافع عن دين الله القوانين اليوم تحاربنا محاربه لم يعد يكفي معها الاستخفاء بالدين في نفسك ولا في بيتك ولا في ولدك وصلوا لذلك و نزع سلطتك على امراتك وعلى ولدك الى متى السكوت انا لا اقول لك جيش الناس على الحاكم ولا احمل السلاح هذا خلاف ديننا لكني اقول لك لابد من قائل يقول الحق في زمان الجهل هل تعلمون لما كان السلف يخافون من السكوت عن الباطل تعلمون كانوا يخافون من السكوت عن الباطل لانه يعطي الباطل شرعيه وصبغه الدين ومع الوقت تعتاد العين والاذن والقلب على مخالطه الباطل فيصير كالحق فاذا جاء انسان وانكره كما لو انكر البا حق منكر الباطل يكون كمن انكر الحق انظروا بعض الناس يصلون معنا في المساجد زمانا فاذا نجحت ابنتهم في التوجيه هجموا على الكبائر والفواحش واللا دينيه واللا غيره فركبها واذا انكر عليه قالوا يا شيخ زينا زي الناس ابو الحسن الزيات قال انني لا اخاف من كثره المنكرات والبدع ولكنني اخاف من تانيس القلوب لها خاف ان تعتاد عليها القلوب فلا نعود ننكرها لابد لقائل ان يقول الحق في اي زمان عن هذا الصنف من الناس انا اتكلم اما مشايخنا فلا نساوي في علومهم غرز نعله اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يهدينا للحق وان يعيننا عليه وان يمسكنا بالاسلام والسنه والسلفيه الصافيه حتى نلقاه y